الأحد، 15 نوفمبر 2009

ماأجمل ان يكون الأنسان شمساً بين الناس...

























ما أجمل أن يكون الإنسان شمسا ً بين الناس لا تتأمل الوجوه السوداء والقلوب الحقودة والزهور الذابلة لأنك ستشعر باليأس بل بالحزن والكئابة إلتفت يمينا ًستجد وجوه بيضاء مشرقة تبتسم لك وقلوب طاهرة كما عرفنا إنه في الدنيا أجناسٌ مختلفة ألوان غريبة حاول أن تتذوق كل شعور يصادفك حلو كان أم مرحتى تعرف في مستقبلك ما معنى هذا اللون وما معنى هذا المذاق تحمل الأشواك التي قد تدوسها في يوم من الأيام ربما يكون بلاء من ربك فلا تيأس فكلما أحب الله عبدا ً إبتلاه لا تحزن كثيرا ًفكم منا من عاش نصف عمره حزنا ً ويأسا ًلسبب ما فراق خساره ضياع الأحلام ها هو الآن لا شيء يستكين في غرفةٌ كئيبة لا يرضى بشيءهل تعرف الناس عنه ؟ من هو ذلك لانعلم فهل إستفاد شيئاً بكل تأكيد لا ما أجمل أن يكون الإنسان شمسا ً بين الناس يلتمسون منه دفئهم ويشتاقون له كل ما غاب ما أجمل أن يكون الشخص زهرة يسارعون الناس إليه كي تحضنه أياديهم وما أجمل أن يكون الشخص كتاب يتمنى كل قارئ يجلس بجانبه كي يقرأ من كلامه قليلا ًوأن يعتبر من حروفه كثيرا

درس في الحياة


كان لرجل أربع أبناء أراد أن يعلمهم درس رائع في الحياةإلا يحكموا على الأمور بسرعة ولا تكن نظرتهم سطحيةلذلك أرسلهم إلى مكان بعيد حيث توجد شجرة كبيرة وطلب من كل منهم أن يصف الشجرة لهفذهب الابن الأكبر في فصل الشتاء وذهب الثاني في الربيع والثالث في الصيف والأصغر في الخريفعندما عادوا من رحلتهم البعيدة جمعهم معا وطلب من كل منهم ان يصف ما رآهفقال الأول ان الشجرة كانت قبيحة وجافة... بينما قال الثاني أنها كانت مورقة وخضراء...وتعجب الابن الثالث قائلا أنها مغطاة بورود ذات رائحة جميلة وتبدو غاية في الروعة والجمال...وأنهى الابن الأصغر الكلام معلقا أنها كانت مليئة بالثمار والحياة...فشرح الأب مفسراً كلامهم جميعاًانه صحيح لان كل منهم ذهب في موسم مختلفلذلك لا يجب ان تحكم على شجرة أو شخص في موسم او موقف بعينهلذلك إذا أستسلمت في وقت الشتاء فستخسر كل جمال الربيعوالإحساس الرائع في الصيف والحياة المثمرة التي في الخريفالحكمة الأساسيةلا تدع الألم الذي يحدث لك في موسم معين يجعلك تخسر الفرح في الآخرينلا تحكم على الحياة في موقف او مظهر واحدحاول ان تعبر فوق المواقف الصعبة والظروف المرةلان الله يعد لك أوقات أحلى وحياة أفضل..

فوائد التمر


هل تصدقون بأن التمر لا ينقل الجراثيم أو الميكروبات

وأن السوس الذي الذي بداخله (( ‏التمر القديم )) ‏يلتهم الاميبا ويفتك بالجراثيم التي قد تصيب الانسان لولا فضل الله في التمر لأصيب أهل الجزيرة العربية بأمراض لا يعلم مداها إلا الله.

*** هل تعلمون بأن الذي يأكل التمر يوميا لا يقربنه الجن ***

هل تصدقون بأن حبوب اللقاح لتمر (( ‏الدنكار)) ‏تعالج عقم النساء ***

هل تعلمون بأن أعظم غذاء ودواء لرجال الفضاء هو التمر وهو أكثر من الكافيار صحياً

*** هل تعلمون بأن ليف النخيل أفضل منظف للجسم البشري ويحميه من الأمراض الجلدية ***

هل تعلمون أن التمر لو غلي وشرب كالشاي يفرح القلب الحزين

*** هل تصدقون بأن تمر المدينة المنورة أكثر من ستين صنفاً وهو أفضل تمر في العالم

*** هل تعلمون بأن تمر البرني يعد أكسيرا للشباب وفيه سر عظيم بأنه ينشط الغدد ويقوي الأعصاب ***

هل تعلمون بأن كل مائة جرام من التمر تحتوي على 318 ‏سعراً حرارياً يقابلها 315 ‏سعراً حرارياً في كل مائة جرام من العسل وأن التمرة الواحدة تمدك بسعرات حرارية تكفي لمجهود يوم كامل ملؤه النشاط والحيوية

*** هل تعلمون بأن أعظم غذاء يناله المقاتل في الحرب هو التمر لأنه يمده بالسعرات الحرارية ويقويه وينشط لديه الغدة الكظرية مما يجعله مقداما شجاعا لا يهاب الموت

*** هل تعلمون بأن هناك نوعاً من النخيل يموت بموت صاحبه

السبت، 14 نوفمبر 2009

اخطاء تربيه الاطفال











هناك تمانية اخطاء فى تربيه الاطفال:

(1 ) قتل روح الفضول

(2 ) تجاهل السلوك الجيد للطفل

(3 ) عدم ايقاف السلوك الخاطىء الصادر من الطفل

(4 ) تقديم الايحاءات السلبيه الموجهه للطفل

(5 ) غياب المصداقيه لدى المربى

(6 ) عدم اشباع حاجات الحب والحنان للطفل بشكل صحيح

(7 ) المقارنه غيرالعددله بين الاولاد

(8 ) فرض الانضباد الزائد للطفل

الأربعاء، 11 نوفمبر 2009

إحياء القلوب



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد,
إحياء القلوب أمر يخص كل شخص مسلم ومؤمن ولكن ليس بالأمر الهين لأن القلب متقلب وما سُمي القلب إلا من التقلب فحال قلبك الان يختلف عن حاله بعد ساعة يختلف عن حاله قبل ساعة فعندما توجد لديك نبته تقوم علي رعايتها وتتعهد بحسن مراعاتها حتي تنمو وتكبر وتزدهر كذلك القلب يحتاج إلي عنايه ومراعاه حتي ينمو به الإيمان ويزيد وإلا فسوف يضعُف وينزوي الإيمان في قلوبنا ويترتب علي هذا ضعف الهمة ثم يبدأ القلب في الدخول إلي مرحلة الإحتضار الإيماني وإذا مات الإيمان بالقلب أصبح القلب حينئذ فارغ لا يقر حقا ولا ينكر منكرا وهذه هي بداية النهاية لهلاك الإنسان لذلك يجب أن نضع أيدينا علي الداء لكي نأتي بالدواء فغالباً عندما يُصاب أحدنا بألم في بطنه يأتي بدواء ليُسكن هذا الألم والوجع وبذلك يكون البحث عن تسكين العرض وليس علاج المرض ولكن إذا أتينا بدواء لعلاج المرض من جذوره لما رأينا هذا الألم يرجع مرة أخري لذلك لابد من وضع اليد علي الأسباب التي تؤدي إلي ضعف الإيمان في قلوبنا حتي نجد العلاج لهذا الضعف قبل أن يدخل الإيمان في مرحلة الإحتضار ومن ثم الموت فلابد من وجود مانع ليمنع الإيمان من الولوج إلي هذا الأمر البالغ الخطورة ولابد من إبجاد طرق لتغيير هذا الوضع المؤلم ولكن لابد من المحاولة بالتغيير من أنفسنا أولاً لكي يوفقنا الله عز وجل إليه فالله جل وعلا يقول " إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ " (سورة الرعد) فعندما تكلم شخص عن ترك ذنب معين يقول لك "ربنا يهديني" أليس من الأولي أن تُغير من نفسك أولاً حتي يكون الله في عونك ويساعدك علي هذا التغيير هل مثلاً إذا قلت لك لا تذهب للعمل غداً وسوف يرزقك الله بالمال بالنزول من السماء هل سوف تصدقني أم لا ؟ أظن أنك سوف تقول لي أنني معتوه أو مجنون فكيف تبقي مكتوف الأيدي وتنتظر الهداية من الله جلا وعلا لابد أن تبدأ أنت بتغيير نفسك أولاً وتأخذ بالأسباب فالتوكل علي الله هو الاخذ بالأسباب مع صدق إعتماد القلب علي الله فلابد من الأخذ بأسباب الهداية وتصدُق في طلب الهداية من الله عز وجل وبإذن الله سوف يرزقك الله الهداية ويُلقي بالإيمان في قلبك ولكن لا يأتي هذا إلا بالصدق والإخلاص ولن يتأتي الصدق والإخلاص إلا من إفراغ محتويات القلب أولاً مما فيه من الذنوب والمعاصي حتي يكون أهلاً لذلك فالراحة النفسية لا تأتي من إشباع النفس لشهواتها أو الإستجابة لغرائزها كلا فوالله الذي لا إله غيره كل من أشبع غرائزه وشهواته شكي من ضيق صدره وقد قاله الله عز وجل هذا في كتابه الكريم " وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ" (سورة الأنعام) وهذا حال كل من هو نأي عن الله وعن ذكره فالذنوب والمعاصي تجلب لصاحبها الهم والغم أما الإيمان والطاعة تجلبان لصاحبها الطمأنينة والسكينة وعلي إثر هذا قمت بوضع بعض المفاهيم التي إذا إتبعناها بدقه لوجدنا أن حالنا تغير من النقيض إلي النقيض فأرجوا أن تقرأ ما أكتبه بلسان قلبك لا بلسان فمك حتي تستفيد مما أقوله


1- التخلص من الذنوب
الذنوب والمعاصي أمراض القلوب وإذا أُصيب القلب بهذه الأمراض ضعُفت همته وأصبح مريض يجب معالجته قبل أن يدخل القلب في مرحلة الإحتضار التي ربما تؤدي إلي موت الإيمان المتبقي في القلب وإعلم أن لو حدث هذا لسوف يكون من الصعب إحياء هذا القلب مرة أخري إلا إذا أراد الله عز وجل الهداية لصاحب هذا القلب فالذنوب والمعاصي يُظلمان القلب وبموجبهما تجد أن القلب به ظلمة ووهن وضعف وذله ولن يقبل أي إيمان يحاول الدخول إليه وسوف يلفظه وذلك لأن القلب إذا إمتلئ بالذنوب والمعاصي لا يستطيع صاحب هذا القلب أن يدخل الإيمان في قلبه فمثلاً لو أنك أحضرت وعاء به ما غير نظيف وأردت وضع ماء نظيف به فهل يمكن وضع الماء النظيف وأن يكون محتفظ بكيفيته قبل وضعه في هذا الوعاء دون المساس بالماء الغير نظيف بالطبع لا لذلك لابد من إفراغ محتويات هذا الوعاء من القذارة والأوساخ التي حلت به ثم غسله وبعد ذلك تستطيع وضع ماء نظيف كذلك القلب فلابد من إفراغ محتوياته من الذنوب والمعاصي ثم تهيئته لكي يصبح أهلاً لكي يكون وعاء يستطيع إستقبال الإيمان والحفاظ عليه فالذنوب والمعاصي تجلب علي الإنسان الفقر والمهانة وعدم التوفيق وظلمة في الوجه وسخط الله عليك وبغض الناس لك فالله عز وجل يقول "وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى" (سورة طه) أي يشعر ببؤس وضيق في معيشته لأنه بعيد عن الله وعن ذكره فالله عز وجل يقول "أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" (سورة الرعد) وهذا كلام الله الذي لا إعوجاج فيه أن إطمئنان القلوب بذكر الله وأن الذي لا يذكر الله مثل الميت ففي صحيح البخاري من حديث أبي موسي رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت" والذنوب والمعاصي تُعرض صاحبها لسخط الله عز وجل ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال "‏ إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل ‏ ‏فقال إني أحب فلانا فأحبه قال فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء قال ثم يوضع له القبول في الأرض وإذا أبغض عبدا دعا ‏‏جبريل ‏فيقول إني أبغض فلانا فأبغضه قال فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه قال فيبغضونه ثم توضع له البغضاء في الأرض" فهل رأيت أن ذنوبك تجعل الله عز وجل يبغضك ويجعل الناس تبغضك أيضا كما تُعرضك لظُلمة الوجه فإذا رأيت أحداً ممن ألفوا إقتراف الذنوب والمعاصي سوف تجد وجوههم مظلمة مسوده ليس عليها نور الإيمان والطاعة لأن الله يضفي علي وجوه الطائعين نور مشرق من نوره تعرف من خلاله أن صاحب هذا الوجه مؤمن وأيضاً إذا ذهب لقضاء بعض أموره يجد الأبواب مقفله في وجهه وأمورة كلها متعسرة وإن وجد خلاف هذا فهذا إستدراج له حتي يمضي في إرتكاب الذنوب والمعاصي وأيضاً يُصاب بقلة البركة في أمواله فلا يدري أين تذهب أمواله فيجدها تذهب هباءاً كأنها ذهبت مع مهب الريح وكل هذه المحن التي حلت به لا يدري أن سببها إقترافة لفعل الذنوب والمعاصي والتجرأ علي الله بفعلها في الخلوات والإستحياء من الناس ففي صحيح ابن ماجه من حديث ثوبان أن النبي صلي الله عليه وسلم يقول " ‏لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال ‏‏تهامة ‏‏بيضا فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا قال ‏‏ثوبان ‏يا رسول الله صفهم لنا جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم قال أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها" ومعني هذا الحديث أن الله يأتي بأقوام من أمة الإسلام يوم القيامة حسناتهم أمثال الجبال فيجعلها الله هباءاً منثورا ويتسأل الصحابي عنهم ويقول للنبي صلي الله عليه وسلم صفهم لنا وإكشف لنا عن أمرهم ربما نكون منهم ونحن لا نعلم فهل تري مدي حرص الصحابي علي الإستفهمام من الرسول حتي لا يكون من بينهم وهو لا يعلم مع أنه صحابي جليل وكان في عهد النبي ومعه ولكن لا يأمن مكر الله فكيف تأمنه وأنت في زمن الفتن والشهوات ثم يقول له النبي صلي الله عليه وسلم إنهم من جلدتكم أي من جنسكم ويأخذون من الليل مثلما تأخذون منه ولكن إذا خلوا بمحارم الله إنتهكوها أي إذا أصبحوا بمفردهم تجرأوا علي الله بالمعصية فهم يستحيون من الخلائق ولا يستحيون من إله الخلائق وهذا لمن لديه رصيد من الحسنات يجعلها الله له هباءاً منثورا لأنه تجرأ علي الله بالمعصية فما بالك بمن لا يمتلك رصيد من الحسنات وميزان سيئاته يفوق ميزان حسناته بكثير ماذا سوف يكون حاله أمام الله وتذكر ان الذنوب والمعاصي ما هي إلا لذة ساعة وآلام دهر ولكن لا يدري المرء هذا إلا بعد إنقضاء الشهوة فمن تجده جالس أمام شاشة الكمبيوتر يزني بعينه وينظر إلي ما حرم الله يظن أنه في سعادة من هذا ولكن سعادة واهمة وبمجرد إنقضاء الشهوة يشعر بحسرة وندم علي ما إقترفه من الذنوب ولكن وأسفاه فحزنه لا يفيد ما لم يتب لأن الذنب قد فعله وإنتهي الأمر فالنفس أمارة بالسوء ميالة إلي الشره تهرب من الخير لذلك لابد من تقييدها بسلاسل القهر والخوف من الله والهروب إلي الله ليس منه فأنت عندما تخاف من شيئ تفزع وتهرب منه ولكن عندما تخاف من الله تفزع وتهرب إليه وأريد أن تقول لي ما هي النتائج التي ترتبت علي إرتكابك للمعاصي ؟ هل شعرت براحة نفسية ؟ بالتأكيد سوف يكون الجواب لا لأن بعد فعلك للذنوب تذهب اللذه وتبقي الحسرة فلابد من الإستيقاظ من الغفلة قبل فوات الأوان وقبل أن يأتي الموت بغتة وأنت لا تشعر فالموت ليس له مكان ولا زمان ولا عمر محدد ولكن يأتي فجأه فربما يأتي وأنت علي معصية هل تستطيع أن تقول لملك الموت إنتظر حتي أُنهي ما أفعله فتذكر أن ملك الموت سوف يأتيك ويقبض روحك علي الحالة التي أنت عليها بدون مقدمات وتذكر أن الله يراك وأنت تفعل هذا الذنب فهل ترضي لوالديك أن ينظروا إليك وأنت تفعل هذا الذنب ؟ بالطبع لا أليس الله أولي من الإستحياء منه فإن قالت نفسك هلم لفعل المعصية فإن الناس لا تراك فقل لها إن رب الناس يراني وإن قالت لك إن الظلام يعم المكان ولا أحد يراك فقل لها إن الذي خلق الظلام يراني فتذكر كل هذا قبل أن تقف أمام ربك في يوم لا ينفع فيه مالاً ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم وكلامي هذا ليس معناه التقنيط من رحمة الله فالله عز وجل يغفر الذنوب جميعاً وقال في كتابه الكريم "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" (سورة الزمر) فهذه الآية كلنا نتمسك ونتشبث بها طمعاٌ في رحمة الله والرجاء في عفوه فبادر أيها الأخ الكريم وأيتها الأخت الكريمة بالتوبة إلي الله والتخلص من عبودية الشهوة إلي عبودية الله وحده ومن سجن المعصية إلي فضاء التوبة فبادر بالتوبة قبل فوات الأوان فإن لم تتب الان فمتي ستتوب؟

2- التوبة النصوحة
التوبة النصوحة هي الخلاص لما أنت فيه من إرتكابك للذنوب والمعاصي ولكن التوبة النصوحة لها أربعة أركان :-
الركن الأول : البعد عن الذنب فوراً والإقلاع عنه.
الركن الثاني : الندم علي إقتراف هذه الذنوب بشدة والإحساس بأنك كنت تعصي الله من جراء إقترافك لهذه الذنوب والحسرة علي ما فعلته لأن النفس التي تشعر بالندم والحسرة هي النفس اللوامة التي أقسم الله بها تعالي في كتابه فكن ممن يتصفون بهذه النفس.
الركن الثالث : العزم علي عدم الرجوع إليها مرة أخري.
الركن الرابع : إذا كان الذنب يتعلق بأحد من الناس فلابد أن تعمل مجتهداً علي رد الحقوق لأصحابها إن إستطعت.
والله عز وجل يقول في كتابه الكريم "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ" (سورة التحريم) هل رأيت جزاء التائبين إلي الله ولكن الذي تاب إلي الله توبة نصوحة لا رجوع فيها إلي مستنقع الذنوب الذي كان فيه من قبل وأيضاً يقول الله عز وجل في كتابه الكريم "وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ" (سورة الفرقان) هل رأيت أن الذي يتوب إلي الله ويقبل عليه ويلجأ إليه يبدل الله سيئاتهم حسنات هل رأيت فضل الله علينا وكرم الله جل في علاه علي عباده الذي يعصونه ثم يبادرون بالتوبة إليه واعلم أن الله يفرح بتوبة عبدة المؤمن أشد من الذي يفرح يإيجاد راحلته التي بها طعامه وشرابه وهذ ما أخبرنا به النبي صلي الله عليه وسلم ففي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة ، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها ، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها ، وقد أيس من راحلته ، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده ، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح " فهل تري كيف أن رجل انفلتت منه راحلته وعليها طعامه وشرابه فكيف سوف يكون إحساسه بالفرح عندما يجد راحلته فالله عز وجل أشد فرحاً من هذا الذي وجد راحلته بعد أن ذهبت عنه فهل تري يا أخي أو يا أختي أن الله يفرح بتوبة عبده المؤمن وهو الغني عن العالمين فلو أنك عصيته ما نقص عصيانك وفجورك في ملك الله شيئا ولو أصبحت أتقي رجل علي وجه الأرض ما زاد تقاك في ملك الله شيئا ولكن الله عز وجل أرحم بعباده من رحمة الأم بولدها وقال أحد الصالحين " اللهم إنك تعلم أن أمي أرحم الناس بي وأنا أعلم أنك أرحم بي من أمي وأمي لا ترضي لي الهلاك أفترضاه لي وأنت أرحم الراحمين " فهل تري يا أخي أن الله أرحم بعباده من رحمة الأم بولدها وأنا أذكر كل هذا حتي تقبل علي الله وتتوب إليه وحتي لا تقنط ولا تيأس من رحمة الله فروي الترمذي في صحيحه بإسناد حسن من حديث أنس بن مالك أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " يا ابن أدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك علي ما كان منك ولا أبالي يا ابن أدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم إستغفرتني غفرت لك ولا أبالي يا ابن أدم لو أنك أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفره " فهل رأيت رحمة الله أنها وسعت كل شيئ وأنا قمت بكتابة كلمات تخص هذا الشأن فتأمل معي هذه الكلمات :
نسيت الموت والموت لن ينساني
أدعو الله بالعفو والغفراني
سفري بعيد وزادي لن يكفيني
وذنوبي مثل الجبال الرواسي
أدعو الله ولا أسئم من دعائي
وأرجوه بالتجاوز عن سيئاتي
فرحمة ربي وسعت كل شيئ
وذنوبي هذه كلها شيئ
فهل رأيت أن ذنوبك إذا بلغت عنان السماء فهي شيئ ورحمة الله وسعت كل شيئ فلا تحزن علي ما فاتك وإرجع وتب إلي الله ففي صحيح مسلم من حديث أبي موسي الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " إن الله تعالي يبسط يديه بالليل ليتوب مسيئ النهار ويبسط يديه بالنهار ليتوب مسيئ الليل حتي تطلع الشمس من مغربها " فهل رأيت رحمة الله وكل هذا لتحفيز العبد علي التوبة إلي الله في كل وقت بمعني أنك إذا قررت التوبة إلي الله ولكن فعلت ذنب مما كنت تفعله سلفاً ليس هذا معناه أن توبتك فسدت ولكن تب إلي الله مرة أخري ومرة ثانية ولا تيأس ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " أذنب عبداً ذنب فقال رب اغفر لي ذنبي فقال الله جلا وعلا أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رب يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ثم عاد العبد فأذنب ثم قال يارب اغفر لي ذنبي فقال الله جل وعلا أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رب يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ثم عاد العبد فأذنب ثم قال يارب اغفر لي ذنبي فقال الله جل وعلا أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رب يغفر الذنب ويأخذ بالذنب فليفعل عبدي ما شاء فقد غفرت له " وهذا الحديث لا يفتح لنا باب التجرأ علي الله وفعل الذنوب ولكن يفتح لنا باب الخوف من الله والرجاء في عفوه وطلب مغفرته فالله يبسط يديه لمن يريد اللجوء إليه والتخلص من سلاسل الشهوات والمغريات فلا تيأس من رحمة الله ولا تقنط فباب التوبة مفتوح ما لم تطلع الشمس من مغربها وفي ذات يوم " دخل سيدنا عمر بن الخطاب علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو ويبكي فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم ما يبكيك يا عمر فقال يا رسول الله بالباب شاب قد أحرق فؤداي وهو يبكي فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم ياعمر أدخله علي قال فدخل وهو يبكي فقال له رسول الله ما يبكيك يا شاب قال يا رسول الله أبكتني دنوب كثيرة وخفت من جبار غضبان علي فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم أشركت بالله شيئاً يا شاب قال لا قال أقتلت نفساً بغير حق قال لا قال فإن الله يغفر ذنبك ولو كان مثل السماوات السبع والأراضين السبع والجبال الرواسي " فهل رأيت مهما بلغت عظمة الذنوب وحجمها يغفرها الله لك ويتوب عليك منها ولكن إذا أردت أنت التوبة إلي الله وإعلم أن طريق الحق به أعداء ينتظرون لمن يمضي به حتي يوقعون به وطريق التوبة به أعداء يتربصون بك وهم ثلاثة شياطين الإنس وشياطين الجن ونفسك التي بين جنبيك فلابد أن تعد لهم العدة فشياطين الجن يخنسوا ويولون الدبر إذا ذكرت الله وقلت" أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" أو إذا قلت أيضاً " رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون " وشياطين الإنس لابد أن تتخلص منهم وتتخلص من صحبة السوء حتي لا يشكلون سداً منيعاً أما التوبة فكلما كانت لديك نية التوبة وجدتهم يحطمون هذه النية ويزينوا لك المعاصي والذنوب والنفس هي الأمارة بالسوء لابد أن تلجمها بلجام الإيمان حتي لا تنفلت منك وتجرك إلي طريق الغواية لأن المرء عندما يتوب إلي الله ثم ينتكس يكون أفظع مما كان عليه في السابق فحاول أن تجر نفسك إلي الإيمان وأن لا ترضيها قط في إشباع شهواتها ورغباتها لأن هذا سوف يعرضك لعذاب الله الأليم فلابد أن تأخذ كل الحذر والحيطة بعد التوبة من هؤلاء الأعداء الثلاثة وبعد التوبة إن شاء الله يبقي لك أن تبذل جهدك في المحافظة علي هذه التوبة فالوصول إلي القمة سهل ولكن الحفاظ عليها صعب فلابد من التمسك بالتوبة بكل قوة ولا يغرنّك كثرة الفساق أو الفجار فأحد السلف قال " إلزم طريق الهداية ولا يغرنك قلة السالكين وأبعد عن طريق الغواية ولا يغرنك كثرة الهالكين " فلا تغتر بأن طريق الفساد يضج بالناس فاعلم أن طريق الحق شائك وبه بعض الشوك فلابد لك أن تتحمل هذا لأن الجنة سلعة الله الغالية فلابد العزم علي عدم العودة إلي طريق الذنوب مرة أخري والبدء في الأخذ بأسباب علو الهمة ونذهب الآن إلي المرحلة الأخيرة وهي العمل علي زيادة الإيمان.

3- العمل علي زيادة الإيمان
العمل علي زيادة الإيمان من أهم العوامل المؤثرة في ثبيت الإيمان وعدم زعزته وفي سنن ابن ماجه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال " كان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يكثر أن يقول ‏ ‏اللهم ثبت قلبي على دينك فقال رجل يا رسول الله تخاف علينا وقد آمنا بك وصدقناك بما جئت به فقال إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل يقلبها ‏ ‏وأشار الأعمش بإصبعيه ‏" فهل رأيت أن النبي صلي الله عليه وسلم صاحب أتقي القلوب وأفضلها كان يقول اللهم ثبت قلبي علي دينك حتي أن هناك رجل سمع هذا فوضعه داخل دائرة إستفهام وسأل الرسول كما ذُكر في الحديث فقال النبي إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل يقلبها كما يشاء وفي مسند الإمام أحمد من حديث عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول " ‏إن قلوب بني ‏ ‏آدم ‏ ‏كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل كقلب واحد يصرف كيف يشاء ثم قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏اللهم مصرف القلوب اصرف قلوبنا إلى طاعتك " فهذه الأحاديث براهين علي أن قلوب العباد يصرفها الله كيفما يشاء فلابد من العمل علي زيادة الإيمان لأن الإيمان لن يبقي كما هو فالإيمان يزيد وينقص يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ومن أسباب زيادة الإيمان :-
1- التفكر في آيات الله الكونية وهذه له فوائد جمة في زيادة الإيمان فعندما تنظر إلي مخلوقات الله تجد أن الله خلق كل شيئ بحكمه وبأشكال مختلفة ومتنوعة وعندما تشاهد هذا لا يسعك سوي أن تقول سبحان الله وهذا يزيد الإيمان في القلب.
2- معرفة أسماء الله وصفاته فعندما تعرف الله بمعرفة أسمائه وصفاته تشعر بزيادة الإيمان في قلبك لأنك كلما عرفت الله أكثر كلما إزدت خوفاً وخشية منه وبالتالي يزداد الإيمان في قلبك.
3- زيادة الطاعات لأن الطاعات ترفع من مستواك الإيماني وتجعلك ترتقي في إيمانك وكلما إرتفعت في إيمانك وإرتقيت فيه كلما نظرت للأمور المحاطه من حولك بنظره تملؤها العمومية والشمولية وهذا يزيد من خشيتك لله وعلي إثر هذا يزداد الإيمان في قلبك.

ومن أسباب نقصان الإيمان :-
1- الإعراض عن التفكر في آيات الله الكونية فكلما أعرض الإنسان عن التفكر في مخلوقات الله أصبح قلبه مهجور إيمانياً لا خير فيه.
2- الإعراض عن معرفة أسماء الله وصفاته من أسباب نقصان الإيمان ومن ثم قسوة القلب فمن أعظم أسباب قسوة القلب طول الأمد والإعراض عن معرفة أسماء الله وصفاته
3- قلة الطاعات من أسباب نقصان الإيمان لأن الطاعات إذا بدأت في الهبوط فإعلم أن هذا إنذار لك أنك علي خطر لأن الطاعات كلما قلت كلما أصبحت ضعيف الهمة وضعيف القدرة علي الإتيان بما يقربك من الله.
4- زيادة المعاصي هي نتيجة مترتبة علي قلة الطاعات لأنك كلما قلت الطاعات والسنن كلما أصبحت قريب من فعل المعاصي وكلما أصبحت عرضه لجعل الشيطان عليك سبيل وهذه الأشياء كلها أسباب في نقصان الإيمان لديك.
وروي الحاكم في مستدركه وحسنه الألباني من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم " فحديث الرسول هذا دليل علي أن الإيمان يقل في القلب وذلك ليظل العبد في جهاد مستمر مع النفس التي تكون ضعيفة أمام الشهوات وبالتحديد في زمننا هذا وعصرنا هذا فأحد السلف الصالح قال " مازلت أجاهد نفسي أربعين سنة حتي إستقامت فبلغ بعضهم قوله فقال طوبي له أوقد إستقامت ؟ مازلت أجاهدها ولم تستقم بعد أربعين سنة " فما بالك بنا ونحن في عصر الشهوات والمغريات وعصر الكاسيات العاريات فلابد من إتباع بعض الطرق التي تعيننا علي علو الهمة وتكون لنا عون في ثبات الإيمان لدينا بل والعمل علي زيادته :-
1- الدعاء من أحد الأسباب التي تعمل علي ثبات الإيمان بل وزيادته فهو سلاح عظيم ولكن لمن يدرك هذا فمثلاً لو أنك قمت في جوف الليل وصليت لله ركعتين والناس نيام ودعوت الله وصاحب هذا الدعاء البكاء من خشية الله لوجدت نفسك تشعر براحة لم تشعر بها من قبل وتشعر بحالة إيمانيه مرتفعة.

2- المحافظة علي الصلوات المكتوبة في جماعة لأن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر وإحترس من التفريط بها لأنها بداية النهاية لهلاك الإنسان وواظب عليها في مواقيتها فأحب الأعمال إلي الله الصلاة علي وقتها كما أخبرنا النبي فلا تضيع الصلاة لأنه صلة بين العبد وربه ومتي ما انقطعت هذه الصلة ذهب كل شيئ ولم يكن لك عند الله عهد وفي صحيح مسلم من حديث جابر أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة " وهناك حديث أخر رواه الترمذي في صحيحه بإسناد حسن من حديث بريده رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ".

3- المحافظة علي السنن الرواتب من أسباب ثبات الإيمان وزيادته أيضاً فكلما أحاط الإنسان نفسه بدروع الإيمان كلما كان فرصة الشيطان في تحطيم هذه الدروع صعبه وفي صحيح مسلم من حديث أم المؤمنين أم حبيبة رمله بنت أبي سفيان رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " ما من عبد مسلم يصلي لله تعالي في كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير الفريضة إلا بني الله له بيتاً في لجنة أو بُني له بيت في الجنة " فهذه السنن الرواتب حافظ عليها إن إستطعت ولا تفرط بها لأنك لو فرطت بها وتركتها كلياً سوف تترك الصلوات المكتوبة في جماعة شيئاً فشيئاً فكلما هبطت همة الإنسان كلما سلبت شيئاً منه حتي تسلب إيمانه كله بدون أن يشعر لأن الشيطان له مداخل وحيل فقد يوسوس لك ويقول أنك تصلي الصوات في المسجد وليس من الداعي صلاة جميع السنن والرواتب ولكن إقطع هذا الطريق علي الشيطان اللعين بالحفاظ عليها والتمسك بها ما دام الأمر في إستطاعتك.

4- قراءة القرآن من عوامل زيادة الإيمان وهذا ما قاله الله جل وعلا في كتابه الكريم " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ" (سورة الأنفال) وبالفعل قراءة القرآن لها تأثير عجيب في علاج القلوب المريضة بنقص الإيمان فلا بد أن تجعل لك ورد كل يوم مثل جزء أو أقل ولكن لا يجب أن لا تترك يوم إلا وأن تقرأ القرآن وإن وصل الأمر إلي نصف صفحة فقط فأحب الأعمال إلي الله أدومها وإن قل فحافظ علي قراءة القرآن لأنها دواء لمرضي القلوب بنقصان الإيمان.

5- الصحبة الصالحة سبب من أسباب عدم الرجوع إلي بحر الذنوب والمعاصي مرة أخري ففي الصحيحين أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " المرء مع من أحب " والصديق مرآه لصديقة فلابد أن تجد الصديق الذي يعاونك علي البر والخير لأن الصاحب ساحب إما يسحبك لطريق الإيمان وفعل الخيرات أو يسحبك لطريق الفسق وإرتكاب الذنوب والمعاصي فإبحث عن من يعاونوك علي فعل الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكلما تعرفت إلي الصالحين كلما وجدت همتك تعلو لتلحق بركبهم وبهمتهم العالية فصاحب ذوي الهمم العالية واترك ذوي الهمم المنخفضة.

6- غض البصرمن أسباب حفظ القرآن والسنة البنوية فاعلم أن الجزاء من جنس العمل بمعني أنك إذا جاهدت نفسك علي غض البصر في الطرقات في ما حرم الله سوف ينفعك الله ببصرك في ما يرضيه مثل حفظ القرآن وغيره ولكن لو أطلقت العنان لبصرك سوف تجد أنك إذا حفظت شيئ نسيته وذلك لأنك لم تحافظ علي نعمة البصر فأسلب الله جل وعلا منك ما حفظته لأن الجزاء من جنس العمل والله عز وجل يقول في كتابه "قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ" (سورة النور) فغض البصر أمر من الله عز وجل ولابد للمؤمن أن يطع الله ورسوله فالله عز وجل يقول في كتابه الكريم "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا" (سورة الأحزاب) فليس للمؤمن خيار في أمر الله وأمر رسوله فلابد من إتباع ما أمرنا الله ورسوله وما جزاء هذا ؟ وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان فتأمل قول الله تعالي في كتابه الكريم " وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا " (سورة النساء) فهل رأيت جزاء طاعة الله ورسوله أن الله أنعم عليهم بان يجعلهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين فهل هناك جزاء أفضل من هذا فتذكر هذا يا أخى أو يا اختي في كل أمر يُعرض عليك وتجد أنه ثقيل علي قلبك أنه أمر الله أو أمر رسوله الكريم وجزاء تنفيذ هذا الأمر.

7- عدم إضاعة الوقت في ما لا يفيد من أسباب علو الهمة ولكن كيف هذا ؟ الوقت هو الحياه فمن يضيع وقته في ما لا ينفع بل وإنما يضر يضيع حياته وفي صحيح البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ " ومعني هذا أن الوقت والصحة نعمتان غافلين عنهما الناس إلا من رحم ربي فحاول إستغلال وقتك بطلب العلم ولا تفتر في طلب العلم ففي الصحيحين من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين " ومعني هذا أن الذي لا يريد التفقه في دينه والمحاولة عن البحث وراء هذا فضلاً علي أنه واجب علي كل مسلم ومسلمة حتي يعلم أمور دينه لا أردا الله به خيراً وإجعل هدفك طلب العلم لإنارة الطريق لك أولاُ ثم الاخرين ثانياً فلا تنشغل بالأخرين وتنسي نفسك ولا تفعل كالذي يذب الذباب عن غيره ويترك العقارب تدخل من تحت ثيابه فإنشغل بنفسك وأصحلها أولاً ثم إبحث عن غيرك ولابد من تصحيح نيتك في طلب العلم حتي لا يدخل إليها الرياء والكبر ويأتي هذا من تصحيح نيتك أنك بطلبك للعلم وبتعليم للأخرين تبتغي وجه الله وأن تصل إلي الدرجة التي أخبرنا بها النبي عن معلمي الناس الخير فروي الترمذي في صحيحه بإسناد حسن من حديث أبي أُمامة أنه قال ذكر لرسول الله رجل عالم وآخر عابد فقال النبي صلي الله عليه وسلم " فضل العالم علي العابد كفضلي علي أدناكم ثم قال إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتي النملة في جحرها وحتي الحوت ليصلون علي معلمي الناس الخير " فهل رأيت مكانة العالم والذي يعلم الناس الخير فلا تضيع وقتك في اللهو والعب ولكن إستغله في طلب العلم إن كنت تريد أن تكون من أصحاب هذه المكانة الخاصة التي لا ينالها إلا ذوي الهمم العالية وفي النهاية أريد قول أن إحياء القلوب يحتاج إلي الكثير والكثير من الشرح والتبصير إلي أسبابه ولكن أكتفيت بشرح بعض الأشياء التي قد تعينك علي إحياء قلبك نسأل الله لي ولك إحياء قلوبنا بماء الإيمان إنه ولي ذلك والقادر عليه وإن كنت قد أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان وإن أصبت فمن الله وحده.

الثلاثاء، 10 نوفمبر 2009

كيف تتصرف في حالات الزلازل والبراكين؟






























إذا رأيت الأرض ترجف والأشياء تتساقط من حولك فتيقن بأن هذه هي هزة أرضية وعليك التصرف
بهدوء وعدم الارتباك وحاول أن تطبق هذه التعليمات:
1- إذا كنت في المنزل أو المدرسة أو في المكتب فاخرج إذا كانت المسافة لا تزيد عن (50 متر) وإلا فأبق في مكانك ولا تحاول اخذ أي شيء من ممتلكاتك الشخصية.
2- إذا كنت في المدرسة فاحتمى تحت الطاولة مباشرة وابتعد عن النافذة أو أستند تحت أو إلى حائط أساسي (صبه).
3- إذا كنت في فناء المدرسة أو في الشارع فعليك الابتعاد عن حواف المبنى.
4- إذا كنت في حافلة المدرسة أو في السيارة ابق في مكانك حتى يقف السائق وإذا كنت تقود السيارة فبادر إلى الوقوف واستمع إلى المذياع.
5- إذا بقيت في المنزل فاستند إلى حائط أساسي (تحت الأعمدة) ويجب تحديد هذا الموقع مسبقاً لك ولأسرتك .
6- إذا كنت خارج المنزل أو المدرسة أو المكتب فابتعد عن المباني العالية وتوجه إلى المناطق الفسيحة.
7- حاول ما أمكن قطع الكهرباء والغاز عن المنشأة حتى لا تكون سبباً في حدوث حريق .
8- لا تحاول التجول بعد الهزة مباشرة فقد يعقبها هزات أخرى تابعة والأفضل أن تبقى هادئ لفترة بعد الهزة الأولى.
9- استمع إلى إرشادات الدفاع المدني ونفذها وتعاون معه لسلامتك ولا تجعل الخوف والفزع والهلع يسيطر عليك لكي لا تحدث إرباكا قد يؤدي إلى إصابتك .
10- لا تحاول البحث في الأنقاض عن أغراض شخصية فقد يتسبب ذلك في إصابتك نتيجة انهيارات لاحقة.

إن هذه التعليمات هامة جدا ومبسطة في ذات الوقت وهي تعليمات إحترازيه فقط نهدف من خلالها إلى حمايتك وحماية أسرتك ومجتمعنا بعد الله فلا تقلق .




--------------------------------------------------------------------------------


تحذير من مخاطر البراكين

كيف تتصرف في حالات إنبعاث البراكين


إن أهم ما تختص به البراكين عند انبعاثها أو حدوث الثوران البركاني يتلخص في ثلاثة عناصر رئيسة:
• الشعور بها : عن طريق الاهتزازات الأرضية الناتجة عن محاولة الصهير البركاني النفوث إلى خارج سطح الأرض.
• سماعها : عن طريق الانبعاثات البركانية (صوت مدوي مصاحب في بعض الحالات باهتزازات نتيجة تحرر الصهير الجوفي من الضغط وكذلك تحرر الغازات الذائبة) .
• رائحتها : عن طريق استنشاق أو شم رائحة نفاذه هي عبارة عن مركبات عنصر الكبريت الذي يصاحب الانبعاثات البركانية .

لذلك أخي المواطن والمقيم عندما تستشعر أحد أو كل هذه العناصر عليك أن تتيقن أن هذا إنذار فوري باحتمال حدوث انفجار بركاني وعليك إتباع التعليمات التالية:
1- غادر منزلك فورا أو مكان عملك أيا كانت طبيعته عندما تشعر بالاهتزاز أو تساقط الأثاث فهذه مقدمة لثوران البركان .
2- لا تحمل أيا من أغراضك أو مقتنياتك الشخصية أو العائلية لان الوقت لا يتسع إطلاقا لذلك وابتعد حتى عن حواف المباني والأعمدة والجسور .
3- انظر إلى الفضاء في مستوى نضرك أو أعلى قليلاً لكي تلاحظ سحابة الدخان أو الرماد والغبار المنبعث من موقع البركان ولا تتجه إليها إطلاقا.
4- سارع في الابتعاد عن المكان إذا كنت قريبا من مصدر البركان أو كنت في الاتجاه الذي يمتد إليه الرماد والغبار البركاني بفعل الرياح (واستخدم وسائل النقل لان عامل الوقت مهم).
5- احم جهازك التنفسي من الغبار البركاني (لأنه دقيق ويعلق في الهواء ويمكن أن يصل إلى أماكن ابعد) باستخدام أي وسيلة أو قناع واقي من القماش .
6- اتبع تعليمات الدفاع المدني عند سماع نغمات الإنذار أو مكبرات التوجيه الصوتي التي تطلب منك الإخلاء واتجه إلى مواقع الإيواء ولا تترد أو تتأخر لحماية نفسك وأسرتك .
7- إن منزلك ومتجرك ومقتنياتك هي في مأمن فلا تقلق وستعود إليها فور استقرار الوضع لذا لا تبدد الوقت في هذه اللحظات.
إن هذه التعليمات هامة جدا ومبسطة في ذات الوقت وهي تعليمات احترازيه فقط نهدف من خلالها إلى حمايتك وحماية أسرتك ومجتمعنا فلا تقلق .




--------------------------------------------------------------------------------

فائدة :

قال شيخ الإسلام : ( السنة في أسباب الخير والشر أن يفعل العبد عند أسباب الخير الظاهرة والأعمال الصالحة مايجلب الله به الخير ، وعند أسباب الشر الظاهرة من العبادات مايدفع الله به عنه الشر ..)

ومن ذلك الصلاة عند الزلازل قال ابن قدامه يصلى للزلزلة كصلاة الكسوف .
وصلى ابن عباس للزلزلة بالبصرة . رواه البيهقي بسند صحيح.

ومن ذلك التوبة والندم .إن ربكم يستعتبكم فاعتبوه .

ومن ذلك الذكر والدعاء والاستغفار قال القسطلاني ويستحب لكل أحد أن يتضرع بالدعاء عند الزلازل ونحوها كالصواعق والريح الشديدة والخسف .
{ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } الأنفال33
قال السيوطي : ومما يستحب عند الزلزلة ( الدعاء والتضرع ) .
ومما يشرع الصدقة .

هل تعاني من أعراض إجهاد العين مع استخدام الكمبيوتر؟


في السنوات القليلة الأخيرة حدثت طفرة تغيرات كبيرة في حياتنا اليومية واستحوذت أجهزة الكمبيوتر على جزء كبير من أعمالنا واتصالاتنا ودراستنا بحيث أصبحت جزءا أساسيا من يومنا وطريقة حياتنا..
ومع ازدياد عدد مستخدمي الكمبيوتر في عملهم اليومي, ظهرت منظومة جديدة من الأعراض والآلام والمعاناة المرتبطة بالجلوس أمام شاشات الحاسوب, من بينها أعراض إجهاد العينين أو ربما آلام أخرى في الرقبة والظهر والصداع.. خاصة مع ممارسة أعمال مكتبية لأوقات طويلة متصلة, مما حدى بنا في طب العيون إلى تصنيف متلازمة جديدة تسمى "متلازمة إجهاد العين مع الكمبيوتر", "computer eye strain"
or "computer vision syndrome"

و ربما تكون أنت واحدا من هؤلاء الذين يعانون من تلك المتلازمة, ولمعرفة ذلك تم وضع قائمة بالأعراض التي تشير لأن عيونك متعبة وأنك بحاجة لعلاج أو إجراءات وقائية لتحسين جو العمل المحيط بك ليكون أكثر ملاءمة لراحة عينيك .. وهنا قائمة بتلك الأعراض والحلول والنصائح التي تمت دراستها لتقليل أعراض الإجهاد وتحسين جو العمل المحيط بك لأكبر درجة, مجمعة ومترجمة من عدة مراجع ودوريات طبية متخصصة:

هل تعاني من أي من الأعراض التالية بعد استخدام الحاسوب :
1. عيون مرهقة ومتعبة
2. توتر العينين مع تركيز الرؤية
3. آلام في العيون
4. حرقان وحرارة
5. زغللة عارضة في رؤية الاشياء القريبة من وقت لآخر
6. زغللة عارضة في الرؤية عن بعد
7. صداع
8. الإحساس بجفاف في العيون أواحتكاك وألم مع حركة الجفن
9. بطء في تأقلم الرؤية عند إنتقال النظر من القريب للبعيد والعكس
10. إحمرار في العين
11. الإحساس بعدم الإرتياح مع استخدام العدسات اللاصقة
12. تغيرات في استقبال و تمييز الألوان
13. حساسية متزايدة للضوء أو تشتت الضوء
14. زيادة تدميع في العينين
15. آلام في الرقبة و الظهر و الأكتاف

* بعض هذه الأعراض لأسباب متعلقة بعينيك , وبعضها الآخر لا, فإذا كنت تعاني من واحدة أو اثنتين من هذه الأعراض, فاتبع النصائح التالية, وإذا استمرت, فعليك أن تعود لأخصائي العيون لإجراء فحص شامل لمزيد من الإطمئنان .

* أنار الله بصائركم بنور هديه...

يا فالِقَ الإصباح هيء ومضةً *** أطوى بها الدنيا هدىً وأسافرُ
إن الزجاجة نورُها في خاطري *** فمتى يرى المصباح مني الناظرُ
للسالكين على الحيـاةِ بصـائرٌ *** حسنت بها يوم الحسابِ مصائِرُ


* تسع خطوات للتقليل من إجهاد العينين المصاحب لاستخدام الكمبيوتر:

ربما كان إجهاد العيون من استخدام الكمبيوتر الشكوى الأولى و الأكثر شيوعا من بين المشاكل المتعلقة بالعمل المكتبي, مع أن هناك عدة خطوات واحتياطات وعادات يمكنها أن تقلل كثيرا من المعانة في استخدام الكمبيوتر. و بين يديك هنا, تسع خطوات و لفتات سهلة و مفيدة ان شاء الله:

1. بداية , عليك أن تفحص عينيك عند طبيب العيون:
و لعل هذه الخطوة هي الخطوة الأولى والأهم, فعلى مستخدمي الكمبيوتر أن يجروا كشفاً مبدئياً عند طبيب العيون و بشكل دوري كل عام, للحصول على نظارة طبية إن دعت الحاجة, ولعلاج أي أمراض أو أعراض موجودة لديهم بالفعل كجفاف العين أوالحساسية أوالتهاب الجفون و ما إلى ذلك .

و لكي نقدر أهمية التمتع بعيون صحية ورؤية سليمة, ينبغي علينا أن نفهم بشكل أكبر كيف يؤثر النظر على بقية الجسم, وكيف أن تأثيره أكبر مما يتخيل الكثير منا للوهلة الأولى..

- هل أنت بحاجة إلى نظارة للكمبيوتر؟ :
مع تقدمك في السن , تقل مقدرتك على رؤية الاشياء القريبة كالقراءة, بعد سن الأربعين, وهي حالة تعرف بالـ Presbyopia
وهنا تبدا شاشة الكمبيوتر تظهر غير محددة قليلا مع زغللة في الحروف ومحاولتك لقراءتها تصيبك بالصداع والإجهاد , وفي هذه الحالة فإنك بحاجة لحل بسيط جدا وهو عمل نظارة طبية للكمبيوتر , وهي قريبة جدا من نظارة القراءة المعتادة لكن درجاتها أقل بنسبة طفيفة نظرا لبعد شاشة الكمبيوتر في العادة عن مستوى الكتاب في القراءة العادية.
فإذا كنت بالفعل تستخدم نظارة للكمبيوتر, ولا زال لديك معاناة مع استخدام الكمبيوتر ؟ فمن أين تاتي بقية الأوجاع و الآلام ؟
ربما يكون السبب هو محاولتك لقراءة الشاشة من الجزء السفلي في النظارة ثنائية البؤرة أو القراءة من خلال نظارة القراءة النصفية مما يضطرك لرفع رأسك لأعلى لترى من خلالها أو التمييل للأمام لترى, وهذا الوضع غير الطبيعي يتسبب في آلام المتعددة. من الأفضل اختيار نظارة أحادية البوؤرة وعدسات شفافة مضادة للإنعكاسات بالحجم الطبيعي وليست نصفية كما هو معتاد مع نظارات القراءة.

2. استخدم الاضاءة المناسبة :
توتر العيون يكون عادة بسبب زيادة سطوع الضوء الداخلي أوالخارجي .
مع استخدام الكمبيوتر فإن إضاءتك المناسبة لابد أن تكون تقريبا نصف الإضاءة المعتادة في معظم المكاتب,
تخلص من الضوء الخارجي باستخدام ستائر معتمة أو حصيرة للنوافذ أو طبقة مظللة لزجاج النوافذ,
قلل من الإضاءة الداخلية باستخدام عدد أقل من وحدات الإضاءة أو استخدام وحدات إضاءة أقل قوة, ولو أمكن فيفضل أن تضع شاشتك بحيث تكون إلى جانب النافذة وليس أمامها أوخلفها.

3. قلل من إنعكاس و تشتت الضوء Minimize glare :
إنعكاس الضوء المنعث من لمعان الجدران والأسطح المصقولة بالإضافة إلى الإنعكاسات الناتجة عن شاشة الكمبيوتر بذاتها يمكن أن تسبب توترا للعيون.

من المستحب استخدام شاشة مضادة للإنعكاسات على جهازك
" anti-glare screen "
ولو أمكن طلاء الجدران البيضاء الناصعة بلون أغمق و بتشطيب منطفيء بدون لمعان.
ومرة أخرى, حاول أن تقوم بتعتيم النوافذ, و في حالة تعذر تقليل الإضاءة الخارجية فيمكن استخدام غظاء للكمبيوتر.
يستحب أن تكون نظارتك مطلية بطبقة مضاجة للإنعكاسات
" anti-reflective coating "
فهذا سيمنع الأضواء المنعكسة و المشتتة على السطح الخلفي لعدسات نظارتك من الوصول إلى عينيك .

4. قم بضبط درجة إضاءة شاشة جهازك :
باستخدام المفاتيح الموجودة أسفل شاشة الكمبيوتر أو من لوحة التحكم في خصائص الشاشة حاول أن توفق بين درجة الإضاءة المحيطة بك وشدة إضاءة الشاشة لتكون متقاربة جدا.
لإختبار ذلك, حاول أن تنظر إلى الخلفية البيضاء لأي صفحة ويب :
إذا كانت تبدو و كأنها مصدرا للضوء, فهذا يعني أنها أكثر سطوعا مما ينبغي,
إذا بدت رمادية وباهتة فمعنى ذلك أنها قد تكون معتمة أكثر من اللازم,
كذلك لابد من ضبط الشاشة بحيث تكون درجة التضاد اللوني بين محتويات الشاشة والخلفية عالية, و تأكد من أن حجم الكتابة و لونها مناسب لأكبر قدر ممكن من الراحة خلال التصفح .
من التوصيات العملية في معايير الإضاءة (معدل 10 : 3), بمعنى أن تكون درجة التضاد بين محتويات الشاشة أشد سطوعا بـمعدل 10 مرات مقارنة بخلفية الشاشة, وتكون إضاء الغرفة أشد سطوعا من خلفية الشاشة بمعدل 3 مرات .

الحمد للّه حمداً زاكي الأثرِ *** مردّد الذكر بالآصـال والبكـرِ
والله أكبر تعظيمـاً لعزَّتِهِ *** سبحـانه وتعـالى منزل السورِ
و لا إله سواه جَلَّ عن مَثَلٍ *** وعن نظير وعن كفّ وعن وزرِ


5. ارمش عينيك بمعدل أعلى :
حركة "الرمش" أو الإغماض اللاإرادي للجفون مهمة جدا خلال العمل على الكمبيوتر, لأنها تعيد توزيع طبقة الدموع على القرنية و الملتحمة, وهي تتم بمعدل 15 مرة في الدقيقة تقريبا في الظروف الطبيعية, مما يجنبك من الشعور بالتهيج والحرقان والجفاف.
أما مع العمل على الكمبيوتر, وبناءا على دراسات, يقل معدل الرمش بخمس مرات تقريبا عن المعدل الطبيعي بسبب التركيز الشديد وتدقيق النظر على الشاشة.
ولأن طبقة الدموع تتبخر بسرعة أكبر في الفترات التي لا ترمش فيها الجفون, فيتسبب ذلك في جفاف العين, وكذلك فإن جو المكاتب المغلقة مع تكييفات الهواء, يكون جاف عادة مما يقلل بدوره من الدموع ويزيد من نسبة الجفاف في العيون.
لو كنت تعاني بدرجة كبيرة من مشكلة العين الجافة فربما يصف لك طبيب العيون قطرات بديلة للدموع أو دموع صناعية مرطبة للعين لتستعملها خلال اليوم .
وفي هذا السياق, نتمنى ألا يتم الخلط بين القطرات الملطفة للعين أو بدائل الدموع مع القطرات القابضة التي تزيل إحمرار العين فقط, فالأخيرة قد تجعل عينيك تبدوان أفضل ظاهريا بسبب قبضها للشعيرات الدموية الصغيرة في الملتحمة مما يقلل من إحمرار العينين لكنها ليست معدّة لمعالجة جفاف العين والتهيج الناتج عنه.. بل لعلها مع الإعتياد الخاطئ عليها بدون وصفة الطبيب قد تؤدي إلى زيادة معدل جفاف العين.

- كذلك جرب هذا التمرين البسيط:
حاول أن تغمض عينيك عشر مرات كل 30 دقيقة ببطء شديد كأنك ستدخل في النوم, هذا سيساعد كثيرا في إعادة ترطيب عينيك.

6. مرّن عينيك :
- تمرين 20/20/20 :
اصرف بصرك عن الشاشة كل 20 دقيقة
لتحدق في الأفق أو انظر إلى شئ بعيد على مسافة 20 قدم
لمدة 20 ثانية

- تمرين ءاخر:
لتقوي من تركيزك البصري بأن تركز النظر على أي جسم أو هدف على مسافة بعيدة لمدة 10 إلى 15 ثانية
ثم إلى هدف ءاخر قريب لمدة 10 إلى 15 ثانية,
بحيث تقوم بتبديل التركيز بين االبؤرة القريبة والبعيدة للرؤية .
كرر ذلك لعشر مرات .

ستساعدك هذه التمارين لتمنع من إصابة عينيك بالتقلص والإجهاد في الرؤية القريبة وعلى استعادة شد عضلات التركيز أو تدقيق الرؤية عن قرب.

7. خذ فترات راحة متكررة
بناءا على الدراسات فإن الأشخاص الذين يستخدمون الكمبيوتر طول الوقت لابد أن يحصلوا على راحة لمدة 10 دقائق كل ساعة لتقليل مشاكل توتر العيون .
و الأشخاص الذين يستخدمونه لنصف الوقت لابد ان يأخذوا راحة إذا جلسوا أمام الشاشة لأكثر من ساعة .

أما إذا كنت تشعر بالحاجة لأخذ فترات راحة متكررة أكثر من ذلك فقد يكون هذا مؤشر إلى أنك تعاني من أعراض متلازمة توتر العيون من الكمبيوتر computer vision syndrome
وهذا يعني أن عليك أن تعرض نفسك فورا على أخصائي العيون ليجري فحص شامل لعينيك.

8. عدل من الموقع الذي تعمل فيه :
إذا كنت بحاجة لنقل عينيك بين شاشة الكمبيوتر وبين أوراقك المطبوعة خلال عملك فإن هذا قد يسبب توترا لعينيك .
يمكنك وضع أوراقك على حامل بمحاذاة شاشة الكمبيوتر .
وأضئ حامل الأوراق بشكل مناسب, من الممكن أن تحتاج لوحدة إضاءة مكتب لهذا الغرض لكن تأكد من أن الضوء لا يتسلط على عينيك مباشرة ولا يشع على شاشة الكمبيوتر .
عدل من موقع عملك وارتفاع كرسيك بالقدر الصحيح. يمكنك أن تغير أثاث مكتبك لتحصل على أثاث يسهل وضع الشاشة بارتفاع مناسب لوضعك ولما حولك .





وهنا تجدر الإشارة إلى أهمية ما يسمى بهندسة المكان "Ergonomics"
حين يكون الوضع حولك غير ملائما لعملك, يسبب آلام الرقبة والظهر والأكتاف, حاول أن تتبع هذه اللفتات السريعة لوضع أكثر راحة .
- تأكد أن مستوى شاشتك ليس مرتفعا جدا ولا منخفضا
من التوصيات المعتبرة أن تكون الشاشة على بعد 20 إلى 26 بوصة, وأن يكون مركز الشاشة حوالى 4 الى 9 بوصة تحت مستوى عينيك في النظرة المستقيمة المباشرة, أو بتوصيف أكثر وضوحا أن تكون حافة الشاشة العليا في مستوى حاجبيك, بحيث تكون الزاوية 20 درجة تقريبا, وهنا قد تحتاج لرفع الشاشة على شيء, ككتاب مثلا أو ترتفع وتخفض كرسيك للمستوى المناسب.

أذا عدلت من وضع كرسيك احتفظ في ذاكرتك بأن ذراعيك لابد تكونان موازيتين للأرض عندما تكتب على لوحة المفاتيح وأن قدميك يجب أن تكون مفرودة مستوية على الارض أو على سنادة القدمين

وفي النهاية احتفظ بوضعية جلوس صحيحة بحيث يكون ظهرك مفرودا باستقامة ويكون ذلك بأن ترجع بكتفيك للخلف فلا تجلس منكفئا.

9. مارس التمارين حتى وأنت جالس:
على أي شخص يحيا حياة مرفهة ويعمل عملا يكون الجهد البدني والحركي فيه قليلا أن يقف ويتحرك حول المكان ويمارس بعض التمارين للذراعين والساقين والظهر والرقبة والأكتاف تكرارا.
ينصح عادة بالعديد من تمارين الشد وحركة المفاصل لمستخدمي الكمبيوتر.

ومرفق في أدناه أمثلة لبعض التمارين بالصور .










بارك الله فيكم وسلمكم من كل ضر وسوء ويسركم لكل نور وهداية.

وبعد, فما كان لنا أن نعبر في أبواب الطب ولا نعرج على بوابة الأدب, لنتلمس من طرف البيان ما يوائم هذا المقام, حفظ عليكم الله نعمه,
قلت :
" واعلم رحمك الله أنّا ما رأينا أحفظ لنعمة أنعمها المولى عليك ولا أربى لشيء من الخير بين يديك من أن تتقرب إليه فيها بطاعته وتتبع أسباب مرضاته فيما آتاك وما أسداه إليك, أما رأيت البراعم الخضراء لا تشق أديم الأرض حتى تمد أيدي الرجاء لرب السماء فيأتيها رزقها من الطل والغيث مهلا مهلا حتى تربو فلا توشك أن تستوي على ساق الشكر حتى تحني رؤوس ثمار العرفان بالسجود للواحد المنان ..

ولله در أبي العتاهية الحكيم الشاعر:

إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل --- خلوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ما مضى --- ولا أن ما يخفى عليه يغيب


فالله الله في خلسات الجوارح والحذر الحذر من كل طرف سارح في المهلكات الجوانح وقد تشعبت في زماننا طرائق الذنوب وتلبست الآثام في العيون بالحلي والفنون حتى ما عاد منكر ينكر قبحا ولا آنف يأنف وزرا وصدق القائل وقد أدمت مقالته كل قلب حي : نحن في مستنقع من خبث من غاص إلى ركبتيه فيه فقد سلم واستبرأ... "

******

يقولون في الإسلام ظلماً بأنه *** يَصُدّ ذويه عن طريق التقدم
فإن كان ذا حقّاً فكيف تقدّمت *** أوائله في عهدها المتقدم
وإن كان ذنب المسلم اليوم جهله *** فماذا على الإسلام من جهل مسلم
هل العلم في الإسلام إلاّ فريضة *** وهل أمة سادت بغير التعلُّم
لقد أيقظ الإسلام للمجد والعلا *** بصائر أقوام عن المجد نُوَّم
وحلّت له الأيام عند قيامه *** حُباها وأبدت منظر المتبسّم
فأشرق نور العلم من حَجَراته *** على وجه عصر بالجهالة مظلم
ودّك حصون الجاهلية بالهدى *** وقَوّض أطناب الضلال المخيّم
وأنشط بالعلم العزائم وابتنى *** لأهليه مجداً ليس بالمتهدّم
وأطلق أذهان الورى من قيودها *** فطارت بأفكار على المجد حُوَّم
وفَكّ أسار القوم حتى تحفّزوا *** نهوضاً إلى العلياء من كل مَجْثَم
فخلَّوا طريقاَ للبداوة مَجهَلاً *** وساروا بنهج للحضارة مُعلَم
فدَوَّت بمُستَنّ العلا نهضَاتهم *** كزعزع ريح أو كتيّار عَيْلَم
وعمّا قليل طبّق الأرض حكمهم *** بأسرع من رفع اليدَيْن إلى الفم
وهل يرتجي من غيرها ناصرٌ لها *** إذا لم يكن من أهلها اليوم ناصر
لئن أصبح القوم الذين تراهم *** شتاتاً كأن القوم خيط نوافر
فلا تبتئس إن الزمان تجاربٌ *** سيكشف عما أضمرته الستائر
فيرجع مفتونٌ ويبصر ذو عمى *** ويخضع للحق الصريح المكابر
وما احتفلت فيك الجسوم وإنما *** بك احتفلت أرواحها والضمائر
وفيك احتفى القطر الغريق بأهله *** يحيط بهم موجٌ من الكرب زاخر
توهمته دوحاً تقيك ظلاله *** وأين من الظل الظليل الهواجر
لعمرك ما كل لشدوك سامعٌ *** ولا كل ذي عينين نحوك ناظر
وما قيمة الأبصار في نظراتها *** إذا لم تكن للمبصرين بصائر
ورب مقامٍ لا يفي بعض حقه *** خطيبٌ ولا من وصفه نال شاعر

وقفات مع أنفلونزا الخنازير


الحمد لله اللطيف بعباده , الرحيم بخلقه , قدر المقادير وكتب الآجال وكل شيء عنده بمقدار , أحمده سبحانه لا رب غيره ولا إله سواه , وأصلي وأسلم على خير خلقه , وصفوة أنبيائه ورسله , محمد ببن عبد الله , صلى الله عليه وعلى آله ومن والاه , أما بعد :

أمّا بعد: فاتَّقوا الله حقَّ التَّقوَى، وتمسَّكوا من الدِّينِ بالعروةِ الوُثقى؛ ففي تقوَى الله صلاحُ الأمور وعِزُّ الدهور وأحسنُ العاقبة يومَ النشور، قال الله تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا [الطلاق: 5]

أيها المسلمون

حديث الناس إليهم اليوم في مشارق الأرض ومغاربها , عن داء أقض مضاجعهم , وأرهب نفوسهم , وأصبح مادة دسمة لوسائل إعلامهم , ومجالسهم , ومنتدياتهم , وقامت دول بأجهزتها للتصدي له , ووضعت طرق وسبل للوقاية منه , ومن شره وخطره - إنه داء أنفلونزا الجنازير - .

هذا المرض الذي نزل في الناس هذه الأيام , وحل بساحتهم , وانقسم الناس فيه إلى طرفي نقيض - وكلا طرفي الأمور ذميم - فقسم بالغوا في تصوير خطره , وكأن البلاء قد حل في الناس جميعا , ويكاد الهلاك أن يحيط بهم , وقسم تساهل معه وكأن الأمر لا وجود في الواقع , وديننا دين الوسطية , فلا إفراط ولا تفريط , فالمرض له وجود في الواقع , ولكن قد أحاطه الناس بهذه الهالة وعزز ذلك وسائل الإعلام , وعلى المسلم أن لا يُنكر واقعه بل يتعامل معه بواقعية توافق شرع رب العالمين

وسنتحدث اليوم عنه من منظور إسلامي , فديننا العظيم لم يترك لنا شيئا إلا ذكر لنا فيه حُكما وحِكما , علمه من علمه وجهله من جهله ,قال سبحانه ( مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ)(الأنعام: من الآية38)

عباد الله

من المقرر عند المسلمين أن الله كل قضاء يقضيه الله للعباد هو خير لهم وإن رأى البعض أن الشر في ظاهره , ففي باطن هذا الشر الخير الكثير
ولقد كان من ثناء النبي عليه الصلاة والسلام على ربه \" والشر ليس إليك \" .

ولأن كان أهل الكفر يجهلون الحكم الجليلة لأحكام الله وأقداره , فحري بأهل الإسلام أن يفقهوا عن ربهم حِكمها , وأن يوقنوا أن كل قضاء يقضيه الله تعالى فيه حكم جليلة , ومقاصد عظيمة وبذا تطمئن قلوبهم لكل قضاء يقضيه الله تعالى على عباده , وسنذكر هنا معالم عامة أيدتها نصوص الشريعة , وطرق واقية بإذن الله تعالى من هذا الشر .

عباد الله

في مثل هذه الأحداث يقوى يقين المرء بوحدانيته لله تعالى , فالكون كله تحت أمره سبحانه وسيره بإرادته , فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن , وهو سبحانه المالك المتصرف في الكون قال سبحانه (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (المائدة:120)

وانظر إلى عجز البشر, ووقفوهم أمام عظيم قدرة الله , وجلالة سلطانه , كم تطالعنا التقارير بعدد المرضى كل يوم , وارتفاع الإصابات وزيادة الأعداد , ومع ما وصلوا إليه من العلم والتقدم في مجال الطب ,فإنه تقف قدرتهم عند حد معين لا يستطيعون تجاوزهم , أو رد أي قضاء يقضيه الله تعالى , يقول سبحانه( قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً) (الأحزاب:17)

فيبقى الأمر بيد الله عز وجل ,وهو المتصرف في كونه , فتعزز هذه العقيدة في نفس كل مؤمن ومؤمنة , ويقوى يقينه بوحدانية الله تعالى , وتمام سلطانه , ونفاذ مشيئته .

أيها المسلمون

لقد غابت عن المسلمين عبوديات كثيرة , وغفلوا عن أوامر جليلة أوجبها الله عليهم أو ندبهم إلى فعلها , فجاء هذا المرض ليحيها ويوقظها في حياتهم , ولعل من أهمها \" تحقيق التوكل على الله تعالى \" هذه العبادة التي جاءت النصوص بأهميتها , ونوهت بفضلها , وعلو شأنها , وجعلتها من أخص صفات المؤمنين , وأعلى خصال المتقين, وقد أمر الله بالتوكل فقال (وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (آل عمران:122) وجعله صفة بارزة للمرسلين ,فقال

(قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (إبراهيم:11)

وكتب المحبة لأهله فقال ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (آل عمران:159)


والتوكل هو تفويض إلى الله تعالى مع علم العبد بكفاية الله لعبده وحفظه له .

فالمؤمن قد توكل على ربه , وعلق قلبه بمولاه , وفوض أمره إليه , فتجرد من التعلق بالمخلوقين , أو الانصراف للضعفاء مثله والمحتاجين .

ومن تمام التوكل أن يعلم المؤمن أن قضاء الله نافذ فيه , ومشيئته ماضيه , قال تعالى
(قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (التوبة:51)

وهو على يقين بأن هذه الأمور قد جف القلم منها فعلام الهلع والخوف, فقد قرأ قوله تعالى(مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (الحديد:22)

وجاء في حديث جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \" لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره ؛ حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه \" صحيح الترمذي .

ومع ذا فهو على يقين بلطف الله بعباده , ورحمته بهم قال تعالى (اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ) (الشورى:19)

فهو يحسن الظن بربه , وعليه أن يكون متوازناً عند كل حدث , فلا الخوف يملأ قلبه , ولا الرعب يملأ فؤاده ,ولا يظن أن الشر لاحقه لا محالة , بل قد أطمأن قدره وقضائه لأن الله حافظ أوليائه إذا توكلوا عليه حق التوكل , جاء في الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما :(حسبنا الله ونعم الوكيل) قالها إبراهيم حينما ألقي في النار, وقال محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه حينما قال لهم الناس أن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم وقال حسينا الله ونعم الوكيل .

ومن التوكل أيها المسلمون الأخذ بالأسباب المشروعة :

ومنها : البعد عن المصابين بهذا المرض , وليس هذا من التطير والشرك فقد جاء في الحديث \" لا عدوى ولا طيرة ، ولا هامة ولا صفر ، وفر من المجذوم كما تفر من الأسد \" أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه

ففي هذا الحديث يرشدنا المصطفى عليه الصلاة والسلام إلى البعد عما كان عليه أهل الجاهلية من اعتقاد العدوى بنفسها دون أمر الله , ويوجهنا إلى الأخذ بالأسباب والبعد عن كل مصاب بمرض قد يكون القرب منه فيه مضرة , وأذى للصحيح , وتتقوى عندنا هذه العقيدة عند مرور هذه الأحداث فقد اجتمع هذا العام في بيت الله الحرام أكثر من ثلاثة ملايين مسلم في ليلة واحدة , ومع ذا حفظهم الله تعالى ولم يكن الأمر كما يصوره الناس , ولم تسجل خلالها أي حالة مرض مع أن الإحصائيات تشير إلى تسجيل أربعة عشر ألف حالة وفاة يوميا بسبب التدخين , ناهيك عن حوادث السيارات .

عباد الله
ومن الأسباب المشروعة الحرص على النظافة , وقد جاء الإسلام بهذا الأمر وحث عليه في كل وقت وآن , وما الطهارة والوضوء وسنيتها عند كل فرض إلا دلالة على هذا الأمر .

ومما حثت عليه الشريعة , المبالغة في المضمضة والاستنشاق , فقد جاء في حديث لقيط في صبرة \" بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما \". سنن أبي داود

وحث رسول الله على غسل اليدين عند الاستيقاظ من النوم لاحتمال وجود أذى فيها كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه \"وإذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يده قبل أن يدخلها في وضوئه ، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده \". راوه البخاري

ومن تمام النظافة غسل اليدين قبل الأكل وبعده , ومن الآداب العامة تغطية الوجه عند العطاس بثوب ونحوه فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا عطس وضع يده ، أو ثوبه ، على فيه ، وخفض ، أو غض ، بها صوته \" سنن أبي داود

,وإماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان , والمسلم حريص على كل أمر من شأنه المحافظة على بيئته وفي الجملة فإن الاهتمام بنظافة البدن والثوب والمكان سبب عظيم للحفظ من شر هذا الداء .

عباد الله

ومن الأسباب الشريعة الواقية من كل شر وداء – المحافظة على الأذكار في كل وقت –

خصوصاً أذكار الصباح وأذكار المساء , فهي حافظة بإذن الله للمرء , وواقية له من كل شر, جاء في الصحيح من حديث أبي مسعود عقبة بن عمرو رضي الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال \" من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه \" أخرجه البخاري

قال بعض أهل العلم : كفتاه من كل شر .

ومنها قراءة : قل هو الله أحد و المعوذتين حين تمسي و حين تصبح ثلاث مرات كافية من كل شيء ,جاء في حديث: عبد الله بن خبيب رضي الله عنه , قال :
خرجنا في ليلة مطر و ظلمة شديدة نطلب النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا فأدركناه فقال : قل, فلم أقل شيئا ثم قال : قل فلم أقل شيئا ثم قال : قل , فقلت : يا رسول الله ما أقول ؟ قال : قل هو الله أحد و المعوذتين حين تمسي و حين تصبح ثلاث مرات يكفيك من كل شيء\" الفتوحات الربانية - وهو حديث حسن

ومنهاقول \"بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم \" فقد جاء في الحديث أن من قالها في يومه \" لم يضره شئ\"

ومما يحفظ العبد المحافظة على الأدعية الواردة , في أول النهار وآخره وفي كل وقت فهي حافظة للعبد من كل سوء , خصوصاً إذا قالها العبد بقلب حضر ويقين صادق
جاء في حديث عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
لم يكن يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح \" اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة ، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي ، اللهم استر عورتي وآمن روعاتي ؛ اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي \"سنن أبي داود

جاء في حديث عبد الرحمن بن خنبش رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل ، فقال : يا محمد ! قل ، قلت : وما أقول ؟ قال : قل : أعوذ بكلمات الله التامات ، التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، من شر ما خلق ، وذرأ ، وبرأ ، و من شر ما ينزل من السماء و من شر ما يعرج فيها و من شر ما ذرأ في الأرض و برأ ومن شر ما يخرج منها ، ومن شر فتن الليل والنهار ، ومن شر كل طارق يطرق ، إلا طارقا يطرق بخير ، يا رحمن !\"
صحيح الجامع


بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم , ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم , أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين إنه هو الغفور الرحيم

والله لا يخزيك الله أبدًا


"كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق".
بهذه الكلمات العظيمة تثبت أم المؤمنين خديجة قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حدثها بشأن المَلك الذي نزل عليه بغار حراء، حيث قال لها معبرًا عن خشيته: "لقد خشيتُ على نفسي".
وكان دور المرأة والزوجة الصالحة هو تخفيف حدة الضنك التي لحقت بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم جراء هذه المقابلة الشديدة الصعبة مع "جبريل"، وتؤكد له عناية الله به، مدللة على خصال كريمة يتصف بها المصطفى، وسلوكيات طيبة يمارسها في مجتمعه.
فهي توضح له بكل صراحة أن الله لن يخزيه لعلة واحدة، هي أنه مواظب على جملة من العبادات الاجتماعية.. فلن يخزي الله من وصل الرحم، وصدق الحديث، وحمل الكَل، وأكرم الضيف، وأعان على نوائب الدهر!
إنها تتحدث إلى زوجها كطبيبة نفوس، وكفيلسوفة فكر، وكعالمة في سنن الله ونواميسه في الخليقة..
إنها بكلماتها تلك تسبق ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والآفات والهلكات..." [صحيح، الحاكم، عن أنس].
هذا القلب الكبير الذي يحمل كُل هذا الخير للناس لا يخزيه الله، لن يصل الحُزن إلى قلبه، ولن يصل الخوف من الناس إلى وجدانه، بل ستنعم حياته، وينعم قلبه، ويزهو ويفرح، وينجلي غبار الضنك عن رأسه.
• "كلا"..
لن يحزن قلبك، ما دام يحمل الخير للناس..
• "أبشر"..
سيندمل الجرح، ويزول الوجع، وستمضي في طريق الحياة بهذا القلب الخيّر، يفيض منه النور إلى البشر، وتسرج به قلوبًا غلفًا، وعيونًا عميا، وآذانًا صما.
• "فوالله لا يخزيك الله أبدا"..
لست أنت بالوجه الذي يرده الله، ولست ولست أنت بالعبد الذي يتخلى عنه ربه، فأنت عبد أكرمت عباده، أشبعت جوعتهم، وأذهبت ظمأتهم، وكسوت عورتهم، ومسحت على رأس اليتيم، فكنت الأب، وعفوت عمن أساء إليك فكنت الأم:
وإذا رحمت فأنت أمٌّ أو أب هذان في الدنيا هما الرحماء
لا يخزيك.. ولم ولن يخزيك الله أبدًا.. فأنعم بحياتك!
• "إنك لتصل الرحم"
فمن قطعك وصلته، تغني القريب الفقير، وتقوّي القريب الضعيف، أنت سند أهلك، ووتد أقاربك، لم يسمعوا منك إلا كل خير، ولم يروا منك إلا كل صلاح.. أنت لكبيرهم ابن، ولصغيرهم أب، ولصاحبهم أخ.
• "تصدق الحديث"
لا تكذب أبدًا، لا تغش أبدًا، لا تزور شهادة، ولا تدلس مقالة، لم يُعهد عليك كذبة واحدة في حياتك، ولم تتلطخ لحظة واحدة في براثن الكذب.
• "تحمل الكَل"
وهو العاجز، لا تُعينه وفقط، بل تحمله! ولا تحمله فقط، بل تحمله وحاجته! لا ينزل عنك إلا وقد قضيت مسألته، ورحمت ذلته، وأسعدت قلبه.
• "تقري الضيف"
ما أكرم الناس إذا نزلوا بدارك! وما أعظمهم إذا حلوا بحضرتك! أوقدت القدور، وجهزت النمارق، وقضيت الحاجات، فإن بات الضيف بدارك بات آمنًا عزيزًا، وإن انصرف؛ فمُكرم مسرور.
• "تعين على نوائب الدهر"
فمصائب الأيام كثيرة، وجراح الواقع كبيرة، فيأتيك طالب العون فتعينه على نائبته، ويأتيك المكروب فتعينه على كربته.. أنت الظَهر للبائسين، فأنت لجراحهم طبيب، وأنت ليتمهم أب.

والصدّيق كذلك!
و"أبو بكر" تلميذه العظيم! يسير على شرعته، ويمارس صنعته، ويُبتلى، فيخرج مهاجرًا نحو أرض الحبشة، حتى إذا بلغ (برك الغماد) لقيه "ابن الدغنة" وهو سيد (القارة) فقال: "أين تريد يا أبا بكر؟" فقال أبو بكر: "أخرجني قومي، فأريد أن أسيح في الأرض، فأعبد ربي".

فقال ابن الدغنة: "فإن مثلك يا أبا بكر لا يخرج، ولا يُخرج مثله، إنك تكسب المعدوم، وتصل الرحم، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، وأنا لك جار، فأرجع فاعبد ربك ببلدك..
فأصحاب هذه الصنائع الخيرية، ما كان الله ليخزيهم، وما كان ليكلهم إلى بعيد كافر، أو إلى قريب ظالم، هم أحق بالتمكين، وأولى بسعادة الدنيا والآخرة، وكان حقًّا على الله أن يسخر لهم أمثال "ابن الدغنة".. ينصرهم ويؤازرهم، حتى ينعم صناع الخير في ظلال الله.
فاصنع خيرًا.. يسعد قلبك، ولا يخزيك الله.

الأحد، 8 نوفمبر 2009

كيف تسهم المرأة في تنمية المجتمع وهي داخل بيتها؟





جعل الله الإنسان خليفته في أرضه - رجلا كان أم امرأة - وهذه الخلافة تتطلب أن يعمل كل منهما لعمارة هذه الأرض، ويشارك في تنمية مجتمعه ووطنه، ويعتقد كثير من الناس أنه لكي تشارك المرأة في التنمية عليها أن تخرج إلى العمل وتزاحم الرجال حتى تصبح امرأة لها شخصيتها وكيانها، وتستطيع أن يكون لها دور في مجتمعها، وهذا فهم خاطئ؛ إذ يمكن للمرأة أن تؤدي دورها الكبير من داخل بيتها.

فكيف يمكن للمرأة المسلمة القيام بهذا الدور؟

هذا التحقيق فيه بعض الإجابة .

يقول الأستاذ الدكتور سيد دسوقي - رئيس قسم هندسة الطيران بجامعة القاهرة - الفرد المسلم - ذكرا كان أو أنثي - إنسان نافع يطالبه دينه أن يعمر الأرض بالخير، والنساء شقائق الرجال في هذه الدنيا، وإعمارهن الأرض من حولهن أمر واجب بالعقل والنقل.

وهذا الإعمار يحتاج إلى آلاف التخصصات العامة والدقيقة، منها ما يناسب الرجل ومنها ما يناسب المرأة.

ولا يختلف إنسان على أن من أعظم الأعمال الإنسانية القيام بتربية النشء في فترات الحضانة التربوية، وغياب المرأة في هذا الشأن يؤدي إلى كوارث في بناء الشخصية يصعب إزالتها مع الأيام إلا برحمة من الله تعالى.

والحقيقة أن نمط التنمية في المدينة المصرية هذه الأيام خنق دور المرأة التنموي، فهي محبوسة في شقة لا تستطيع فيها أن تقوم بما كانت تقوم به في قريتها في الريف المصري، هذا النمط الجديد يناسب بعض الأعمال الحديثة التي يحتاج إلى دربة خاصة، فيمكن للمرأة في هذه الشقة الصغيرة، وفي فراغها الكبير أن تقوم بأعمال التجميع الإلكتروني، أو التريكو، أو التفصيل، وربما صناعات البرامج الحسابية، وتستطيع أيضا أن تقوم ببعض الصناعات الغذائية الصغيرة مثل صناعة الجبن والمخللات.

ويضيف الدكتور سيد دسوقي قائلا: إن نوع التنمية الحالي في المدينة يحتاج إلى تصميم منظومة للأعمال التي يمكن أن تؤديها المرأة في بيتها، ولا تضطرها للخروج المهين في المركبات العامة، حيث تضيع يومها في الانتقال من البيت إلى عمل وهمي، ثم إلى بيتها مرة أخرى.

ويحتاج ذلك كله إلى أن يبذل جهدا في تصميم مناهج خاصة للمرأة تجعلها أكثر قدرة على أداء رسالتها الإنتاجية، وحتى تكون هناك تنمية إسلامية بديلة ينبغي أن تعمل الجماعات الإصلاحية على تدريب النساء على حرف منزلية يزيد بها الإنتاج القومي، كما يزيد بها دخل الأسر.

الإسلام قدم مشروعا حضاريا
ويقول الدكتور عبد الحميد الغزالي - رئيس قسم الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية - لاشك أن الإسلام قدم مشروعا حضاريا متكاملا يهدف كغاية نهائية إلى عبادة الخالق تبارك وتعالى عبادة بالمعني الواسع، والذي يشمل عملية إعمار الأرض أو التنمية الاقتصادية تنمية جادة وشاملة ومستمرة، ويقوم هذا المشروع بواسطة الإنسان، ومن أجل تحقيق حياة طيبة كريمة للإنسان، أو كما يسميه الفقهاء تحقيق حد الكفاية أو حد الغنى لكل فرد يعيش في ظل النظام الإسلامي.

ويضيف: لا شك أيضا أن دور المرأة في هذا المشروع الحضاري يعد أكثر من أساس، ومن هنا كان تكريم الإسلام للمرأة تكريما حقيقيا لا يمكن أن يتوافر في أي مشروع حضاري آخر، فالمرأة بالقطع وفقا لهذا المشروع ليست نصف المجتمع، وإنما هي أصل، بل كل المجتمع فعليها تقع تبعة أساسية في قيام المجتمع الإسلامي واستمراره في الوجود، وهي تبعة تربية وتنشئة الأجيال، فهي التي تخرج بفكرها ويديها أفرادا هم أهم عنصر من عناصر الإنتاج، وهو عنصر الأيدي العاملة.

الأساس والمشاركة
ويؤكد الدكتور عبد الحميد الغزالي - أستاذ الاقتصاد - أنه كلما كانت عملية التربية تسير وفق المنهج الإسلامي، كان عنصر العمل عنصرا إيجابيا حقا، هذا من حيث الأساس، أما من حيث المشاركة، فالمرأة يتمثل دورها في جانبين: جانب الاستهلاك وجانب الإنتاج.

فبالنسبة لجانب الاستهلاك فإذا ما تحلت المرأة المسلمة بأخلاقيات وضوابط النهج الإسلامي في الاستهلاك استطاعت كربة بيت أن ترشد الاستهلاك دون تقتير وتنظمه دون إسراف، على أساس من القوام الإسلامي.

ويضيف أن تقديم متطلبات أفراد الأسرة بشكل متوازن يحفظ لهم قدرتهم على العمل وتوازنهم النفسي، مما يسهم مساهمة مباشرة في زيادة إنتاجهم.

عمل المرأة
ويقول الدكتور الغزالي: المرأة يمكن لها أن تخرج للعمل شريطة ألا يتعارض مع وظيفتها الأساسية وهي إعداد النشء، وتربية الأجيال، وفي أنشطة إنتاجية تتفق وطبيعتها كالتدريس والتمريض وغيرها، ولاشك أن في هذا الجانب إسهاما إيجابيا في عملية التنمية الاقتصادية.

وعلى ذلك يمكننا القول إن دور المرأة أساس ليس في التنمية فقط من حيث ترشيد الاستهلاك، أو من حيث كونها مساهمة إيجابية بما يتفق وطبيعتها - وإنما من حيث وجود المجتمع المسلم السوي ذاته من خلال إقامة بيت مسلم يسير وفقا لشرع الله (عز وجل).

من قال إن المرأة في منزلها لا تعمل؟
أما الدكتور حامد الموصلي – الأستاذ بكلية الهندسة جامعة عين شمس، وصاحب فكرة مشروع الصناعات الصغيرة – فيقول: إن هناك مغالطة كبري، وهي أن دائرة عمل المرأة قاصرة على المنشآت والمؤسسات التي يضمها القطاع المنظم، وأن المرأة لكي تعمل وتكتسب صفة "المرأة العاملة" عليها أن تخرج من المنزل.

ثم يطرح سؤالا يقول فيه: من قال إن المرأة التي تبقي بالمنزل لا تعمل؟ ويجيب بإحصائية وهي أن ساعات عمل المرأة في فرنسا في الستينيات بلغت 45 مليار ساعة في السنة في حين لم تتعد عدد ساعات العمل للقوي العاملة من الجنسين خارج المنزل 44 مليار ساعة.

ونخلص من هذا إلى أن ربة البيت تعمل أكثر من نظيرتها التي تعمل خارج المنزل وهي أيضا (امرأة عاملة).

وتشير إحدى الدراسات التي أجريت في أمريكا في السبعينيات إلى أن ما يحققه العمل المنزلي للمرأة من عائد يمثل حوالي ثلث الناتج القومي إذا قيم بأسعار السوق، وأن متوسط قيمة الإنتاج المنزلي الذي تقوم به الزوجة الأمريكية يمثل حوالي 60% من الدخل القومي للأسرة (الزوج والزوجة معا) من عملهما خارج المنزل، وأن الخسارة في قيمة الإنتاج المنزلي الناجمة عن خروج المرأة للعمل تساوي تقريبا الزيادة النقدية التي تحققها المرأة نتيجة لالتحاقها بالقوي العاملة بالقطاع المنظم.

ويقول الدكتور حامد: ليس هذا موقفا ضد عمل المرأة خارج المنزل فنحن مدعوون جميعا رجالا ونساء للعمل كل لما يسر له، ووفقا لما تمليه مصلحة الجماعة والأمة من ناحية، والظروف الخاصة بكل أسرة من ناحية أخري، والمطلوب ألا ينظر لخروج المرأة للعمل خارج المنزل، كما لو كان إنجازا في حد ذاته، أو هروبا من مسئوليات أجسم، وعمل أهم وأشق في بيتها. المرفوض هو أن تتحول الدعوة لخروج المرأة للعمل خارج المنزل إلى حرب صليبية تشن ضد دور المرأة في المنزل كأم وكزوجة.

ويعرف الدكتور حامد الموصلي معنى التنمية فيقول إن معناها السائد في الفكر الاقتصادي هو تحقيق أعلى معدل نمو ممكن، أما إذا نظرنا للتنمية باعتبارها تحقيق الذات بالمعنى الحضاري والارتقاء بالجماعة والأمة، فسوف يأتي إلى جانب الهدف الاقتصادي أهداف أخرى حضارية واجتماعية، وسوف ينظر إلى دور المرأة في التنمية من منظور مركب، فالمرأة حاملة للتراث الحضاري أكثر من الرجل، ودورها في التنشئة الحضارية للأجيال الجديدة أهم من دور الرجل، فدور المرأة في نقل المضامين الحضارية من جيل لجيل دور أساس لا يسعنا أن نغفل عنه، وخاصة أن المرأة تقوم بدورها هذا في إطار الأسرة - اللبنة الاجتماعية الأساسية للمجتمع، والوحدة الاجتماعية القادرة أكثر من غيرها على الصمود طويلا في وجه كافة أشكال القمع الاجتماعي والحضاري الذي يتعرض له الإنسان.

الطريق إلى القلوب


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

وبعد..

فقد ظلت العبادات عند كثير من المسلمين محصورة فى شكل بدون روح، فالمسلم يؤدى عبادته ويتقوقع فى ذاته وخصوصياته، دون الاهتمام بأن الإسلام رسالة ودعوة.

وبهذا انكمش دور المسلم الاجتماعى والحركى! فلم يمتد إلى جميع قطاعات المجتمع، لينقله ويصبغه بصبغة الإسلام، حقيقة وعملا، مشاعر وشعائر وشرائع، لبناء الأمة الإسلامية، وتحقيق ا لآمال.

ولما كانت رسالة الإسلام موجهة إلى عامة الناس على الأرض، كان من الضرورى أن يتصدر لهذا المجتمع الواسع دعاة على مستوى من العلم والقدرة والقدوة، ودراية بأسرار النفس البشرية، يتحلون بالصبر، وانشراح الصدر (قال رب اشرح لي صدري) طه: 25، وفراسة وبصيرة (قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا و من اتبعني و سبحان الله و ما أنا من المشركين) يوسف: 108، وفى الحديث: " اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله "، واستنهاض إمكانات الحواس الربانية، فى جذب القلوب، وتآلف الأرواح، والمعايشة فى رحاب حركة الدعوة ومجالاتها الواسعة، وهذا يكون بالكلمة الطيبة، والدعوة بالحسنى، والجدال- إن اقتضى الأمر- بالتى هى أحسن، والقدوة الصالحة، ذلك أن طهارة الهدف تستلزم- فى عرفنا- طهارة الأسلوب فى تحقيقها، وقبل الغاية يقتضى نبل الوسيلة حتما.

ومنذ صدر الجزء الأول من كتاب " الطريق إلى القلوب " فى سنة 1406 هـ- 1986 م ظهرت دلائل وتباشير الوعى الإسلامى، وتوهج الحب فى مشاهد وتعامل وتالف شباب الإسلام، فتلاحمت القلوب، وتعانقت الأرواح، وبدا ذلك فى مشاعر الجماهير الإسلامية المتدفقة فى كل بلاد العالم الإسلامى، تهفو للتلاقى، وترنو للوحدة، وتعمل على بينة، بالحكمة الربانية، والسنة النبوية، مدعومة بالفطنة واليقظة والانتباه، بصبر جميل، ووفاء ثابت، وعزم أكيد، لا تزعزعه المحن، ولا تؤثر فيه عورات النفوس وتقلبات الزمن.

يعيننا على ذلك تقوى الله تعالى فى السر والعلن، وتصديق بوعد الله الذى لاشك فيه (وعد الله الذين ىمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا)النور: 55، ورابطة من الحب العميق الوثيق، تثبت القلوب، وتشد الأواصر، بحبل الله المتين، وشرعه المبين:

سألبس للفقرثوبا جميلا وأفتل للصبرحبلا طويلا

سأصبربالرغم لابالرضا أبنى دعوتى جيلافجيلا

(يا أيها الذين آمنوا اصبروا و صابروا و رابطوا و اتقوا الله لعلكم تفلحون) آل عمران:200.

عباس السيسى ربيع الأول 1416 هـ اغسطس 1995 م

إن مهمتنا إيقاظ الشعب المسلم الذى نام طويلا !

ونحن فى حاجة إلى هزة روحية جبارة لتحريك وعى عقله الذى نام لفترة، وضميره الذى تحلل من أثر عوامل الظلم والقهر!

وطالما أن العالم الغربى يحاصر الاتجاه الإسلامى بكل وسائل المكر والخداع، ويحرم بلادنا من الحرية!

وطالما أن أمريكا وحلفاءها فى الغرب والشرق يحاصرون الاتجاه الإسلامى، ويساندون الحكومات التى تدور فى فلكها، فى تحجيم وتضييق الخناق على الحركات الإسلامية، مثلما هو واضح فى الجزائر وتونس ومصر وكشمير والشيشان، فإنه أمام إصرار الدعاة على الانتصار لدينهم الذى هو الحياة.. كل الحياة؟ إنه أمام هذا الظلم: ليس من وسيلة متاحة أمام التيار الإسلامى إلا أن يسلك سبيل الد عوة الفردية، بالصبر المرير، وبالحكمة والموعظة الحسنة، وهو السبيل الذى يعمل عمل قطرات الماء الذى يحفر فى الصخر، حتى تتفجر ينابيع تسقى الأرض، وتنبت الزرع، وتعبد الحياة، وترفع راية: لا إله إلا الله، (فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا) .

هكذا تولد الأمم العظيمة، والحضارات الصالحة الكريمة..

الخميس، 5 نوفمبر 2009

أنت جزء من الكون


لا يوجد إنسان كجزيرة قائمة بذاتها الكل يتفاعل ويرتبط مع الآخر والكل مكملاً لبعضه البعض من هنا أود أن أبدأ بالحديث عن النظام وما هو ارتباطه بنا وما هي العلاقة بيننا وبينه وهل نحن بحاجه للنظام أم انه منوط فقط بالأعمال السياسية والاقتصادية والمؤسسات وهل هو بالسهولة ذاتها لنفهمه؟! فلنحاول معاً التعرف على النظام......

النظام كيان يدعم وجودة ويحافظ عليه، ويعمل ككل من خلال تفاعل أجزائه.

وللتبسيط أكثر نضرب المثل بجسم الإنسان فهو يتكون من أجزاء وأعضاء عديدة ولكل منها وظيفة منفصلة ولكنها تعمل معاً وتؤثر في بعضها البعض. فالعين والساق لا تتحرك بدون وصول الدم إليها وإن حركة الساق تساعد على عودة الدم إلى القلب وتتأثر نبضات الأخير بالتفكير وبالمشاعر مثل الفرح والخوف والهضم بدورة يتأثر بأفكارك وخاصة بعد وجبة ضخمة ودسمة. إن جسم الإنسان نظام معقد ولكنه متكامل مترابط في أجزاءه وكذلك العائلة والعمل ومجموعة المعتقدات، والبيئة ذاتها نظام شديد التعقيد وهو نظام يحتاج لمزيد من الفهم.

لذلك فنحن محاطين بمجموعة من الأنظمة في كل شي ونتعامل معها باستمرار بصورة مباشرة أو غير مباشرة أدركناها أم لم ندركها فهي تعمل على الدوام. والطريف في الموضوع أنك عندما تريد إشعال مصباح كهربائي ليس عليك التخرج من كلية الإلكترونيات، أو تعرف ماذا يحدث عندما تتحرك السيارة وعدد العمليات التي تحدث في جزء من الثانية داخل محركها ولكنك ببساطة تتعامل معها مستفيد من مخرجات نظامها دون الحاجه لمعرفة تفاصيل سير نظامها وطرق عمله ولكن عدم معرفتك به لا تلغي حقيقة وجود نظام خاص بكل شي من حولك.

فغالبا مخرجات أي نظام هي مدخلات نظام آخر فمثلا المخرجات العلمية التي تلقيتها من المعلم أو من الكتب التي اطلعت عليها وقرأتها هي التي شكلت مدخلات الثقافة بالنسبة لك بالإضافة إلى الظروف البيئية المحيطة بك، ومخرجاتك أنت هي مدخلات من ستتحدث معهم، فكل تجاربك وخبراتك ستنصب بشكل مدخلات في المستقبل لأبنائك وأسرتك، وهكذا فالعملية مستمرة ودورة الحياة تكتمل خذ المثال السابق وأسقطه على ما يدور حولك من أحداث ترى أن كل شي محكوم وفق أنظمة مصفوفة لامتناهية من الأنظمة المكملة لبعضها البعض كشبكة متداخلة معقدة حيث يحافظ كل كائن على حياته من خلال علاقاته بالكائنات الأخرى.

ومما لاشك فيه أن النظر للأمام والتخطيط وتوقع النتائج بعيدة المدى فكرة جيدة ولكن كيف بالضبط يمكن تنفيذ الفكرة وحتى على المستوى الشخصي ربما لا تسير علاقتنا وميزانياتنا وعملنا وحياتنا كما نريد رغم أننا نبذل ما بوسعنا. هناك أشياء نعتقد أنها تحت السيطرة ولكنها تتطور من تلقاء نفسها وهذا التعقيد يجعلنا عاجزين عن التعامل مع الأمور. ولكن إذا أدركت أن كل الأنظمة يمكنك إحداث التغيير فيها فهي معدة من الله الحي القيوم لخدمتك من قوله تعالى ((وسخر لكم ما في السموات والأرض)).

إن محاولة فهمك للأنظمة المحيطة في حياتك مثل جسدك وأُسرتك وعملك ومعتقداتك وأموالك هي محاولة لفهم كيفية عمل هذه الأنظمة ومن ثم كيف سوف تحدث التغيير المناسب في كل تلك الأنظمة فإذا أحدثت تغييراً صغيراً في نظامك الغذائي وحافظت على تناول الأطعمة الصحية فإن ذلك سيؤثر على نظام جسمك بشكل عام وإذا حسنت علاقتك بزوجتك وأبنائك فان ذلك سيوثر على نظام تماسك الأسرة وهكذا فالقاعدة بسيطة ((إحداث تغيير على بعض أجزاء النظام يؤثر على النظام ككل)).

إذا نظرنا لأنماط التفكير فإننا نتعلم التفكير المنطقي أي الفهم من خلال التحليل وهو تفكيك الأحداث إلى أجزاء ثم تجميعها. أحيانا ينجح هذا ولكن هناك مشكلات في تطبيق طريقة التفكير هذه على كل المواقف وهذه الطريقة لا تنجح عند تطبيقها على كافة الأنظمة بالفعل لأن الناس والأحداث لاتحكمها قواعد المنطق إذ لا يسهل التنبؤ بها وحلها مثل المعادلات الرياضية وبالتالي لا تنفع معها الحلول المنطقية المنظمة والسريعة، والسبب وراء عجز التفكير المعتاد عن التعامل مع الأنظمة هو ميل هذا التفكير إلى التركيز على سلاسل بسيطة من الأسباب والنتائج المحددة بالزمان والمكان بدلا من التعامل مع مجموعة عوامل ذات تأثير متبادل وفي النظام قد يكون السبب والنتيجة بعيدين عن بعضهما في الزمان والمكان فقد لا تظهر النتيجة قبل أيام أو أسابيع أو أعوام وما زال علينا أن نتصرف الآن، وقد تكون النتائج بعيدة المدى جيدة فالأبوة الصالحة تصنع أطفالا مهذبين ومبدعين يصبحون بدورهم آباء رائعين وهكذا تستمر الدائرة المحكمة فمخرجات النظام عند شخص ما هي إلا مدخلات نظام عند شخص آخر وما يحدث بينهم من تفاعل وتغذية عكسية هي التجربة الإنسانية، فمثلاً قد يؤدي قرار حكيم في إحدى الشركات إلى فتح سوق جديد مربح بعد شهور رغم أن هذا يبدوا مستحيلا الآن لكنك وفق القاعد الثانية في النظام فإنه ليس بالضرورة أن تكون النتائج آنية وحتمية. ما لم تربط السبب بالنتيجة لن تتعلم من التجربة ولن تتخذ القرار الصائب، أن التحليل المنطقي يمكن أن يؤدي إلى الحل الواضح لتدهور الموقف وقد يكون الحل النهائي بعيد جدا عن المنطق مثل الشعور بالقلق قبل مواجهه تحد ما ,فمحاولة تهدئه القلق بان تنكره لا يكون لها تأثير كبير بالحقيقة ولكن الاعتراف به واستيعابه كاملا ثم التركيز على شي آخر تماما وهو الحل قد يكون هو الملجأ الآمن لحل المشكلة. فحاول منذ اللحظة مراقبة أنظمة حياتك واستيعابها وفهم مفرداتها وتفاصيلها وإحداث التغير الإيجابي فيها وفقني الله وإياكم لما فيه الخير.

الأربعاء، 4 نوفمبر 2009

قواعد أساسية فى تربية الأطفال





سلوك الطفل سواء المقبول او المرفوض يتعزز بالمكافآت التي يتلقاها من والديه خلال العملية التربوية وفي بعض الاحيان وبصورة عارضة قد يلجأ الوالدان الى تقوية السلوك السيء للطفل دون ان يدركا النتائج السلوكية السلبية لهذه التقويةيمكن تلخيص القواعد الاساسية لتربية الطفل فيما يلي:-



* مكافأة السلوك الجيد مكافأة سريعة دون تأجيل المكافأة والاثابة منهج تربوي أساسي في تسييس الطفل والسيطرة على سلوكه وتطويره وهي ايضا اداة هامة في خلق الحماس ورفع المعنويات وتنمية الثقة بالذات حتى عند الكبار ايضا لأنها تعكس معنى القبول الاجتماعي الذي هو جزء من الصحة النفسية والطفل الذي يثاب على سلوكه الجيد المقبول يتشجع على تكرار هذا السلوك مستقبلامثالفي فترة تدرب الطفل على تنظيم عملية الاخراج ( البول والبراز ) عندما يلتزم الطفل بالتبول في المكان المخصص على الام ان تبادر فورا بتعزيز ومكافأة هذا السلوك الجيد اما عاطفيا وكلاميا ( بالتقبيل والمدح والتشجيع ) او باعطائه قطعة حلوى .. نفس الشيء ينطبق على الطفل الذي يتبول في فراشه ليلا حيث يكافأ عن كل ليلة جافة .



انواع المكافآت :



1- المكافأة الاجتماعية:



هذا النوع على درجة كبيرة من الفعالية في تعزيز السلوك التكيفي المقبول والمرغوب عند الصغار والكبار معا .



ما المقصود بالمكافأة الاجتماعية؟ الابتسامة - التقبيل - المعانقة - الربت - المديح - الاهتمام - ايماءات الوجه المعبرة عن الرضا والاستحسانالعناق والمديح والتقبيل تعبيرات عاطفية سهلة التنفيذ والاطفال عادة ميالون لهذا النوع من الاثابةقد يبخل بعض الآباء بابداء الانتباه والمديح لسلوكيات جيدة اظهرها اولادهم اما لانشغالهم حيث لاوقت لديهم للانتباه الى سلوكيات اطفالهم او لاعتقادهم الخاطئ ان على اولادهم اظهار السلوك المهذب دون حاجة الى اثابته او مكافأتهمثالالطفلة التي رغبت في مساعدة والدتها في بعض شئون المنزل كترتيب غرفة النوم مثلا ولم تجد أي اثابة من الام فانها تلقائيا لن تكون متحمسة لتكرار هذه المساعدة في المستقبلوبما ان هدفنا هو جعل السلوك السليم يتكرر مستقبلا فمن المهم اثابة السلوك ذاته وليس الطفل .



مثال:



الطفلة التي رتبت غرفة النوم ونظفتها يمكن اثابة سلوكها من قبل الام بالقول التالي: ( تبدو الغرفة جميلة . وترتيبك لها وتنظيفها عمل رائع افتخر به ياابنتي الحبيبة ) .. هذا القول له وقع اكبر في نفسية البنت من ان نقول لها ( انت بنت شاطرة )



2- المكافأة المادية:



دلت الاحصاءات على ان الاثابة الاجتماعية تأتي في المرتبة الاولى في تعزيز السلوك المرغوب بينما تأتي المكافأة المادية في المرتبة الثانية , ولكن هناك اطفال يفضلون المكافأة المادية ما المقصود بالمكافأة المادية ؟اعطاء قطعة حلوى - شراء لعبة - اعطاء نقود - اشراك الطفلة في اعداد الحلوى مع والدتها تعبيرا عن شكرها لها - السماح للطفل بمشاهدة التلفاز حتى ساعة متأخرة - اللعب بالكرة مع الوالد -اصطحاب الطفل في رحلة ترفيهية خاصة ..



http